” سفر مجهول ”
بقلم د. قاسم قاسم ِ
-×-×-×-×-
مباركة انت يا فتاة ، فالمشهد تطايرت تفاصيله ، ولم يبق سوى فراغ التركيب ، بينما الحديقة التي صادقت الرصيف ، ازدانت جمالا ، والزائر لا تعوزه العوائق ، يخطو يتأمل صورة السنوات .
يصافح الباقين على درج الرخام ، بينما مسافة العمر ، مزقهاالضياع ، وحين شاح البصر ، تماوجت الاشياء ، وتداخلت الاضواء .
مبارك ما ارتحل عل صفحة الماء ، كفُ رسمٍ بألف خط ، وخط تقاذفته الأمواج عند محطة مجهولة ، والسفر الموحش ، أبعد الجالس الى الطاولة ، وهي رمت الكتاب فوق قبر ابن رشد ، وتابعت طريقها بعد انحناءة ووداع .
مباركة صلوات المحبين ، وانت الغائبة عن محراب اليوم ، تبحثين عن آخر فتاة نجت من الطقوس السحرية ، عن هوية ألبسوها تاريخهم فجأة.
وما زالت تبحث في انتروبولوجيا العالم العربي ، في حين انّ الوصول الى واقع الصورة يبدو مستحيلا .
حالة تتماهى فيها مع الحرية المكبوتة ، داخل جدران الليل .
مباركة غرفتك المعزولة في فضاء ذاتك ، تطلين منها على صفحات من التاريخ المجهول.
مبارك هذا الوعي ، الذي قادك الى الواجهة ، التي ما زالت موصدة منذ تكرار الكلمات ، وثرثرة التوترات ، والمجلدات التي عصفت بنا ولم تزل تمارس الجلد .
تلك التعاويذ تهوى قتل من يقف في طريقها ، وتشطبه من الوجود .
مبارك ارتحالك في أحضان الوعي ، في أرض داسها عدد كبير من المسافرين الفلاسفة.