مذكرات.. قطار الحجاز
( قصيدة للشاعر سامر كحل )
———————————-
الشاعر سامر كحل
-×-×-×-
وكنتُ أرى في البعيدِ
عيوناً
تشدُّ بساطَ المسافاتِ..
أتركُ خلفي عيوناّ:
تُطيلُ الهطول۠…
ولي طلّةٌ كالبهاءِ ..
ولي طللٌ ..
لا يزول۠…
ولي.. تتمشّطُ عاشقةٌ.. لقدومي
تلوّحُ لي من بعيدٍ..
وأخرى .. تُحمّلني بالحنينِ
وبالدمعِ
والأمنيات۠..
فأحملُ زوادتي.
وأحثُّ الخطا.. ممعناً في الرحيلِ
أشقُّ عبابَ السهول۟..
أُسطِّرُ وجهَ السماءِ
ِلخطوِ السّنونو..
وكالرّيحِ..
لم ألتفت۠ للوراءِ..
وأطلقُ صفّارتي
هاتفاً بحدائي…
…….
وما بين أرضِ الشآمِ.. وأرضِ الحجازِ
تركتُ مجازيَ ..بين المحطّاتِ..
حيثُ تعاقبتِ الذكرياتُ
من الحبِّ.. والحربِ..
مرَّ الزمانُ..
وما كنتُ أعرفُ
أنَّ المحطاتَ – يوماً-
ستتركُ شيخوختي.. هكذا
في صقيعِ المحطّاتِ
ينهشُ فيها الذبول۠…
أخيراً:
جثوتُ هنا.. فوقَ هذا الرصيفِ
يطولُ نزيفي..
أخيراً..
تقاعدتُ عن سكّتي..
وهرمتُ
وآن أوانُ الأفول۠…
كلُّهم وصلوا…
وأنا.. ما عرفتُ الوصول۠ .
………………….
من ديوان ” حين أولدُ.. في المرّة القادمة”
الصورة.. لأطلال قطار الحجاز.. على رصيف محطته بدمشق