أناي-الجزء العشرون-
مِرآة …
لن ألومَ نفسي بعد الآن . لقد سئمتُ البحث عنّي . هل فعلتُ ما توجّب عليّ أن أفعلُه ؟
هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص ما … ألّا تفعل شيئاً ؟ ألّا تُحاوِل فعل شيء ؟ رغم أنّكَ تعلم أنّ أيّ امرِءٍ مكانك يعلمُ أنّ عليه أن يفعلَ شيئاً ما …
اخترتُ إسماً من قائمة أسمائي ، ضغطّتُ زِرَّ الإتِّصال . كان سِيّانَ لي كم ستُكلِّفُني تلك المُكالمة من تنازُلات ، ولكن ، لا يهُم …
لأجل يائي أفعلُ المُستَحيل …
لم يرُدّ أحد . همَمتُ بالتّكرار … لكنّني لم أفعل ، لستُ أدري لماذا ..
بدلاً من أن أجلس وأفكر في حلٍّ ما ، قرَّرتُ أن أستحِمّ ، ثم أعددتُ لي القَهوة وأخذتُ لي رُكناً هادئاً في زاوِيَةٍ من زوايا روحي المُتعبة التي بدأت تعتاد الهدوء الحذِر …
فأنا دائماً في حالةِ ترقُّب ، أتوقّع كلّ شيء ، وكأنّني بوصِلةٌ للمتاعِب والأحزان …
ثم عدتُ إلى غُرفتي ، إلى مرآتي ، ربما أراها هناك كما عادتها ، لكنني لم أجدها في انعكاسي ، بل رأيتها .. على السّرير ، ممدّدةً في غيبوبتها الطّويلة كما تركتُها منذ أسبوعٍ أو أكثر ، بِعينَينِ مفتوحتَينِ وكأنّ الزّمن توقّف بها هناك .. في اللا مكان …
رُحتُ أسَرِّحُ شَعري ، جعلتُهُ عقيفَةً كما هي تُحِب ، ثمّ عُدتُ أسدَلتُهُ كما أنا أُفَضِّل . رُحتُ أتلاعبُ بخِصَلِهِ الطّويلةِ يميناً ويَساراً وأصطنِعُ وُجوهاً ، منها المُضحك ، ومنها المُبكي ، و منها المُخيف …
ثم بدأتُ أدندِنُ بِمَرحٍ ، فالتفَتَت نَحوي بِعينيها الواسعَتين وقالت لي ” ليتني أملكُ صوتكِ ” …
قلتُ لها : ” غالِيَتي … الحمدلله لقد عُدتِ ” …
فأعادت ما قالته : ” ليتَني أملك صَوتَكِ ” ..
قلتُ لها : ” حبيبتي ، أنتِ صَوتي ” …
لكنّ إجابتي لم تُعجِبها فأردَفتَ تقول : ” إلى متى سأبقى سجينتكِ ؟ إلى متى ستظَلُّ حنجرتي خرساء ؟ أنا صوتُكِ ؟ ” …
” أنعِشي ذاكِرَتي ، ربّما نسيت ” !!!
أجبتُها : ” لقد فعلتِ ، ألا تذكرين ؟؟؟ في أمسِيَةٍ ، في ذاك الوادي الجميل ؟
يومها كان يُفترض بي أن أُلقي واحدة من قصائدي فأصَرّيتي أنتِ على الغناء . حينها وبالرّغم من الأعرافِ والقُيود ، واللّوم الذي سأسمعه والذّنب الذي سأحمله ، رأيتُ فيكِ حُلُماً كان يُراوِدُني منذُ زمن ، أن أصدح بصَوتي أمام الملأ ، أن أكون نجمةً ولو لِلَيلةٍ واحدة …
أتذكرين ؟؟؟
فوجِيء كل من في المكان حين بدأتِ و دونَ مُقدِّمات تُغَنّينَ بصوتك الرّخيم ” …
كان الجميعُ آذاناً صاغية حتى آخر نفس ؟
وقبل أن أُكمِل ، لمَعَت عيناها ببريقٍ فرِحٍ وقالت : ” يا إلهي فعلاً ! ” …
ثم صمتت من جديد …
* جمانة السبلاني *
…السؤال الذي يطرحه هذا الجزء , هو كيف يكون الصوت من المحرمات ؟؟ وفي البدء كان الكلمة , و الهدى في إقرأ ..ألم تددن الأم في أذن طفلها كي ينام ؟
نص مسبوك كالأجزاء الأخرى , يستأهل القراءة والتمعن ..
رأيٌ وسؤال يطرح جدليّة متداولة منذ البعثة النبوية الشريفة . لماذا لا ؟ فعلا …
شكرا لقراءتك صديقي الأستاذ يوسف رقه التي أثرَت أناي وأضاءت على سطورها جاعلةً إياها أبهى …
جميل جدا
ألف شكر لك أيها الكولونيل من القلب ❤❤❤
رائعة كالعادة❤❤❤
كروعة متابعتك غاليتي رنا ناصر الدين …
تحياتي والقلب ❤❤❤
وردني هذا التعليق الصديق حامد الشماميس من سوريا …
مؤكد أن عودتها لن تكون (استفاقة الموت)… هي متجذرة بك… بالحياة… هي بالنسبة لك كما حنظلة للمبدع ناجي العلي… شاهد العصر الذي لايموت….
أسلوبك في القص متفرد وممتع لحد الإدهاش… إنه (ماركة مسجلة) لجومانا سبلاني…
طريقتك التفاعليه الحكائيه مع ذاتك وردود أفعالها مع تشاركية ردود أفعال المتابعين أصحاب الذائقه الأدبيه هذا بحد ذاته (ثورة) أدبيه في عالم الابداع وخلق الأحداث اومتابعة تغيرات مزاج الذات الإنسانبه عبر تطوراتها في الارتقاء والسمو لأعالي القيم البشريه… إنها رسالة الأدب وإحدى مهماته النبيله….
لست بحاجة لمن يوجه معملك الإبداعي باتجاه ما….
فأنت وحدك ملكة هذا المشروع الواعد وموهبتك الخلاقه هي فقط من تقرر خططه ومراميه….
مشروعك الروائي واعد ومدهش.
ننتظر منك الكثير
شكرا”.
وهذا ردّي أيها الصديق حامد الشماميس …
حامد الشماميس
صديقي ، القاريء الذي أنتظر مرورك دائماً …
استفاقتها ليست موتاً بالتأكيد .. هي مُناورة ممتازة ، تختبىء وراء ضعفها كما يُقال ” تِتمسكن لَ تِتمكَّن ” وهذا ما ستقرأُه في الجزء القادم …
لا يمكنني إلا أن أشارك القرّاء والمُتابعين ردود أفعالهم ، إذ أنني على يقينٍ أن أناي قد تجذَّر بعضٌ منها في وجدان معظم من مرَّ من هنا …
مشروعي الروائي هو نتاج تفاعل مع الذات وكل ما يحيط بها …
بالنسبة لي ، الفقيرة لله جمانة السبلاني ، ما زلت أشعر بالرّهبة بعد كل جزء لأنني بِتُّ أنتظر تفاعلكم . فأنتم ترسمون خارطة طريقٍ لا بد لأناي أن تأخذ بها …
أشكرك وأشكرك وأشكرك للقراءة الباذِخة وللتعليق المُثري …
باقات وِدٍّ و ورد 🌹🌹🌹
وردني هذا التعليق من صديقي الأستاذ أحمد زين الدين -لبنان- …
تتابعين حكايات (اناي) بأسلوب رشيق وانيق لدرجة يحار المرء أن كانت هذه الحلقات سيرة ذاتية وما فيها من الم وامل وتجارب وحلاوة ومرارات .
ما أراه هو أن تواصلي وان تستمري في رحلة قلمك الاخضر لتكشفي كل ثغرات ما تشاهدينه في مرأتك الرائعة ..وايضا كل جمالاتك والإبداعات في ذاتك الرائعة.
واذا كنت ارجو ان تكوني بخير امل ان تستمري باخذنا في رحلاتك الرائعة مع مرأتك الساحرة ؛ لعلنا نصل معك ومعنا إلى مساحة واسعة من الجمال والسحر والضوء .
بوركت مع مليون سلام وتحية وبسمة فرح ومحبة .
وهذا ردي لبعض جميلكم أستاذي الكريم أحمد زين الدين …
Ahmad Zeineddine
صديقي ، أستاذي الكريم ،،،،
لو كنتَ تحيا مع أناي لما كنتَ قادراً على رؤية مراياها بهذا التَّجَلّي وهذا الوُضوح …
إن كان هناك من روعةٍ ، فهي من بعض ذائقتكم الأدبية العالية والتي تُثري أناي وتزيدها تألُّقاً وتزيدها إشراقاً …
من الأعماق أناي تهديك كل الوِد وباقات الورد للمرور الرّائع 🌹🌹🌹
وردني هذا التعليق من أختي الكُبرى إحسان السبلاني دياب ….
وردني من أختي إحسان دياب ” ام فادي ” ، التعليق التالي ، على الخاص ، فهي تتابع حكايتي من هناك …
” أيُّ صراع هذا ؟
أنه من أقوى الصراعات او أقوى المواجهات. لا يجرؤ أيّ كان على مواجهة النفس والوقوف أمام المرآة بأوضح صورة . أرى أنك تحاولين ، لا بل سيطرتِ على الأنا في داخلكِ . أخذتِ تلاعبينها وتتلاعبين بها.
ف لم الصمت؟ أم أنه أقوى التعابير ؟
وهكذا جاء ردي لكِ أختي الغالية إحسان السبلاني دياب …
Saad Diab
وأنا بدوري أشكر لك أختي الغالية جمال القراءة والغَوص ، وعمق الذائقة الأدبية التي تتمتّعين بها …
أشكر الله لوجودكِ في حياتي ، الأخت ، والأم ، والصديقة المؤتمنَة على ما تجود به جوارحي …
من أعماق القلب ، باقات حبٍّ و قلب ❤❤❤
هو الغناء…انتقام ضاحك من الحياة جمانه…فغنّي وغنّي كي يصل الصوت لرتق هذا الصدع بين ذاتك وذاتك…غناؤك شجيّ عابث…وفيه انتقامات كثيرة!