ذاتـــي وأنــا
بقلم : أريج نكد
-×-×-×-×-
في رحلةِ البحثِ عن ذاتي أضعتَني
كانت في الجهةِ المقابلة لي تنتظر وصولي
تراقبْ خطواتي بشغف محبٍ ومراتٍ كثيرة بعين معلم قاسي
فرحتْ كثيراً بانتصاراتي .. وبكتْ حسرةً بإنكساراتي
مدتْ يدها لتسندني .. فأبتعدت
احتضنتني للحظات كطفلة فغفوت
هللتْ لي بأولِ إنجازاتي ..
ووبخَتني بعددِ إنهزاماتي
تغريني لإختبار الأشياء بنفسي ..ثم تعطيني الدرس
على طرفي خيط امتدادنا ..
كلما طال الخيط نسَتْني
وكلما قَصُر تذكرت
وجهاً لوجه
نترقبُ رفةَ عين .. رعشةَ قلب ..أو خطوة
توقضنا من سباتِنا الشتوي المتجذر فينا كشجر السرو في سمائنا
نتخذ من مداراتنا مساراً لتكّوين كبة صوفية
تتلاعب بها قطة سيامية تعيق نسجنا كما الحياة
يراقبنا حليف الوقت الوفي .. الإنتظار
نارٌ هادئة تحرق كل ما فينا على أمل النضوج
مغرقون بالحنين نحن .. للغائب فينا
أنهكنا الجفاء وأرق نومنا إغتراب حلم جميل
أيقظ الفردوس فينا ورحل رسم ثغرنا وصمت
كَوَّرَنا كقبضة يد ورمانا كرصاصة مجنونة .. تخترق الحياة لكن الحياة لا تخترقها
كم من الإنتظارِ عليك أن تعيش؟
كم من وقت عليك ان تنتظر؟
أتنتظر المطر وقد رحل الغمام من سمائك؟
أتنتظر نور الشمس؟
كن الشمس .. لا ترض إلا بالمدى الأوسع
لا تنتظر الصباح .. كن أنت الصباح ..
لا تنتظر غيمة .. كن الماء
لا تنتظر فصل الربيع .. كن الزهر
لا تنتظرني .. فأنا أنت
أريج نكد