كتب الدكتور محمد شمس الدين على صفحة من كتابه الذي سيصدر قريبا ” حكايات وعبر ” كلمة الى الفنان الراحل محمد علي الخطيب جاء فيها :
رحيل راهب الإبداع
استاذي و رفيقي و صديقي الفنان محمد علي الخطيب
كنتُ أتحرّى سرَّ هذا الكون
علَّهُ يُفْصِحُ عن حقيقته ثم إستنطقتهُ
فيصْمت كالقديس المتعبِّد في هيكله
ما أشق صَمتُ هذا الكون!
جاءني خبرُ رحيلكَ يا أستاذي و رفيقي و صديقي الأستاذ المبدع محمد علي الخطيب.
أتيتُ لأرثيكَ، بل جئتُ لأقول للتاريخ
وللأجيال الآتية و التي أتت مِن قبل كمْ صَدَحَتْ ريشتُكَ بين أعمدة قلعة مدينة الشمس، بعلبك.
وكم دوت كلماتُك على خشبة المسرح في مدينة صيدا في مسرحيتي “الطعام” و “الزعيم” وكان لي الشرف أن أشارك في تمثيل مشاهد هاتين المسرحيتين. أيها المبدع، لقد بنيتَ صروحاً في الوطنية و القومية تُقوّمُ إعوجاج هؤلاء الحكام في وطنك و في العالم العربي الذين جعلوا من السُكَرِ سمّاً و من القهر حقداً كما قال صاحبُ البلاغة الإمام علي رضي الله عنه. عبثاً قلتَ و عبثاً نبّهت.
وها نحن اليوم نمر في نفقٍ لفّه الظلام فأطبق على أنفسنا و شنَّج أحاسيسنا و شتّت أفكارنا.
أيها الصديق رحلتَ بجسدك و لكنَّك باقٍ في جوارحنا نُردّدُ ما كتبته في رواياتِك و إن كان الفراقُ صعباً لكن الروح باقية نستمدُ منها أوكسيجين حياتنا كما نستأنسُ بالشموع التي أضأتها بالعلم و الأخلاق السامية. و كان لي الشرف لأتعرّف على شمعة من شموعك، د. المهندس إياد، فزرع في نفسي الأمل. إنه إبن أبيه.
ولن انسى رفيقة دربك السيّدة الجليلة ذُكاء الحرّ، هذه الأم الصالحة الصابرة على مآسي الحياة. إنّها قدوة على تخطّي الصعاب و مرارة الحياة لترسو على شاطيء الأمان.
مثواك الجنّة أيها الصديق،
و كُلّنا ينتظر ساعة الرحيل إلى عالم الحق.
و سوف نلتقي إن شاء الله.
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
م. محمود شمس الدين
في ٩ أيار/مايو ٢٠٢٣
(مدوّنة في كتاب “حكايات و عِبر”)
المبدع الراحل محمد علي الخطيب