إلى أستاذتي ومعلّمتي ..
إنْ أنسَ فلن أنساها ..
لن أنسى معلّمتي الأولى تلك الّتي صدَمَتْني وأنا طريُّ العُودِ بعدُ ..
لن أنسى قساوةَ مواقفِها الّتي لم أعتدْ عليها ..
فجأةً وجَدتُ نفسي بين أحضانِها أتقلّبُ وأتململُ ..
حينًا تصفعُني وأحيانًا تؤنِّبُني ونادرًا ما ترأفُ بي ..
أذكرُ أنّي انْتقَلْتُ من أحضانِ أمٍّ حنون إلى حِضنِها المجنون ، وكم كانتْ فَرحَتي كبيرةً عندما نِلتُ حُرِّيَّتي من سلطة الوالدين ، فزغرَدْتُ حبورًا وخرجتُ إليها فاتحًا ذراعَيَّ..
عانَقْتُها بشوقٍ وأملٍ فهزِئَتْ بي ووَجَدَتْني ليّنًا فعَصَرَتْني ، ولمّا أصبحتُ قاسيًا كَسَرَتْني وغَدَرَتْ بي ، ومع ذلك منها اسْتفَدتُ ، ومن جبروتِها ولؤمِها انْتَفَعْتُ ، ومن خيانتِها الأمانةَ تَعَلَّمْتُ ..
لم تُدَلِّلْني أبدًا .. َبل كانت تسخرُ ممّا اكْتَسَبْتُ ُ..
لا ولن أنساها ..
وقد جارَتْ علَيَّ ولم ترحمْني ..
لكنَّها صنعَتْ منّي امرأةً “رجلًا”..
ونِعْمَ الأستاذةُ هي مدرسةُ الحياة..
* عايدة قزحيّا
* من”يوميّات امرأة”