مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالغضب وتنتصر للفنان أيوب طارش وأغانيه المتخمة بالروح وخيالات بسطاء اليمن ومثقفيه.
بقلم:
الكاتب والمخرج حميد عقبي
أ.د. عبد الرزاق المعمري
——————
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وخارجة بآلاف التغريدات الغاضبة من الناقد اليمني د. قائد غيلان بعد نشره تغريدة على فايسبوك قال فيها “أيوب طارش فنان يفتقر إلى الثقافة الأدبية، ينظر إلى الأغنية بسذاجة القروي البسيط الذي يتعامل مع الكلمات من خلال إيقاعها فقط دون النظر إلى الكلمات. وربما كانت القصائد الراقية لعبدالله عبدالوهاب نعمان هي التي صنعت مجد هذا الفنان وأضفت عليه المكانة الكبيرة التي هو عليها الآن ..”
ولم يكتب غيلان دراسة نقدية، أو بحثا معمقا ليصل إلى هذه النتائج الصادمة والمثيرة، حيث أن أغاني الفنان الكبير أيوب طارش العبسي تحتل مكانة كبيرة في قلوب اليمنيين عامة، وهي تذاع في أغلب الاذاعات المحلية، وتتوفر عشرات من أغانيه وتنتشر بشكل كبير على الشبكة العنكبوتية، ولذلك كانت الردود قوية ضد هذا الرأي، ويحاول بعض أصدقاء غيلان تهدئة هذا الغضب العارم بطرح ضرورة أن نسمع لصوت النقد والناقد حتى لو كان قاسياً.
اضطر غيلان لغلق التعليقات على منشوره والركض حول أي رأي يتضامن معه وإلى هذه اللحظة لم يمسح تغريدته، أو يقدم أي اعتذار، وقد تابعنا بعض التعليقات، كما تابعها كثيرون من اليمنين في الداخل والمهجر، التي تناقش رأي غيلان والذي لم يكن نتيجة بحث، ولا دراسة، ولم يكن حتى مقالة نقدية فنية، ووقع في التعميم، وربما هو قصد جلب الاثارة والجدل، لكن كانت بطريقة غير موفقة.
عبارات النقد هذه من وجهات نظر كثيرة، فهي ليست وجهة نظر نقدية، أو أكاديمية، وجاءت صياغتها كحكم انطباعي ساخر، وأفتقر صاحبه إلى الكثير من احترام الفنان أيوب طارش وأغاني أيوب وجمهورها من البسطاء الكادحين والمزارعين والقروين الباحثين عن الحلم، والمثقفين، واليمنين بوجه عام، في ظل أوضاع مأسوية قاسية يعانيها الشعب اليمني المتعب والذي يعيش تراجيديا قاسية بسبب الحروب والصراعات ونسيان العالم والضمير الإنساني لقضيته.
توجد للفنان أيوب طارش قناته الخاصة على يوتيوب ونالت أغنيته الأخيرة (المشوار الاعظم) ما يقرب نصف مليون مشاهدة وتصل مشاهدات بعض أغانيه إلى أكثر من خمسة مليون مشاهدة مثل أغنية مهما يلوعني الحنين ( وفاء )، واغنية (باعدوا من طريقنا) … الخ يغناها، ليس فنانون عربا، ومن عامة الناس، وحسب، بل وحتى بعض الأجانب الذين لا يعرفون اللغة العربية، لجمال لحنها، وليس لكلماتها، رغم جمال هذه الكلمات وصدق تعبيرها هي الاخرى. فأغانيه تنشر على آلاف القنوات، وصفحات الفايسبوك، ولا يحظى هذا الفنان الرائد بأي دعم من مؤسسات اعلامية ولا فنية ولا نظن أنه يجد أي دعم رسمي، حيث وببساطة أن اليمين بأكملهم يعيشون عصر اللاّدولة، ويعاني كل فناني اليمن، ومثقفيه وعلمائه من الاهمال، ونالهم ما نال غيرهم من الجوع والألم والوجع منذ توقف الرواتب قبل عدة سنوات وحتى قبل ذلك لم تكن الثقافة والفن في حسابات الدولة.
هناك من اعتبر غيلان قام بالتعدي على الذائقة اليمنية، والتعدي على قامة فنية عالية ورائدة، وفعلاً لم تكن تغريدته موفقة البتة، وبدت لا تعتمد على أي منهجية نقدية، ونحن لا نعتبر ما قاله نقداً فنياً، فالنقد الفني لا يصدر الأحكام من أول سطر، ولا نعتقد أن غيلان لديه دراسة، أو بحث معمق حول أغاني أيوب طارش.
انني حميد عقبي المخرج والكاتب المسرحي السينمائي والبروفيسور الدكتور عبد الرزاق المعمري الأكاديمي المتخصص بآثار الجزيرة العربيه وتاريخها، كاتبا هذه القصاصة، لا نعرف الفنان القدير أيوب طارش بشخصه الكريم، بل نعرفه بأغانيه الرائعة وصوته الشجي، التي تخاطب الروح والعقل، وتخدم الإنسان والوطن، فأنا شخصيا احمد عقبي كنت أشاهد الحفاوة والشعبية الكبيرة عندما يحضر ايوب بعض أعراس مدينتي بيت الفقيه التهامية لتشريفها، وهو لا يشبه بعض الفنانين الشعبيين وفناني المهرجانات الذين صنعتهم ذائقة فنية هشة، بل هو يُعتبر قامة فنية إبداعية عالية، وتعامل مع كبار شعراء اليمن أمثال عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) وغيره، وأغانيه تتسم بروح شعبية وإنسانية، ومبعث البهجة للملايين. هذا الفنان يستحق التقدير والتكريم ودراسة ما قدمة في شكل دراسات وأبحاث معمقة وليس تغريدات تهكمية مثيرة.
———————حميد عقبي عن المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح قمنا ببرمجة ندوة تكريمية تأملية لأغاني الفنان أيوب طارش وذلك مساء الجمعة 26 مايو 2023 عبر منصتنا الافتراضية وهي لن تناقش رأي غيلان ولا غيره ولا تمس أي شخص وكما تعودنا في هذا المنتدى أن نحترم النقد ونبتعد عن الجدل وطالبي الشهرة لآننا نحترم الفن والإبداع ونقدر النقد الأكاديمي وليست الأحكام الفايسبوكية ويسرنا متابعتكم ومشاركاتكم على رابطنا أدناه.
Heure : 26 mai 2023 09:00 PM Paris
Participer à la réunion Zoom
https://us06web.zoom.us/j/3187641975?pwd=aGczbWFMdnpHM3dYdk9ZQzdoWG5jQT09
ID de réunion : 318 764 1975
Code secret : Q4gCDd