محمد علي الخطيب
الرسّام والشاعر والكاتب المسرحي
في ذمة الله
نعت أسرة “شهرياد” الثقافي في لبنان الشاعر والفنان التشكيلي والكاتب المسرحي محمد علي الخطيب الذي وافته المنيّة صباح اليوم .
الفنان و الناقد الراحل محمد علي الخطيب هو من مواليد لبنان، ١٩٣٧ وترعرع في مدينة بعلبك ثم عاش في مدينة صيدا ، في جنوب لبنان .
المبدع الراحل محمد علي الخطيب
هو رسام وشاعر و كاتب مسرحي و ناقد.استاذ في معهد
الفنون في الجامعة اللبنانية. عضو في الجمعية العالمية للفنانين التشكيليين المحترفين، و في جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت. و عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، و اتحاد الكتاب اللبنانيين.
اقام خمسين معرضاً خاصاً وله مشاركات في معارض عربية و عالمية. كما انه اعدّ معرضين، احدهما عن مدينة صيدا، لبنان، و الآخر عن مرحلة اجتياح لبنان عام 1982.
و له ستون نصاً مسرحياً مطبوعاً، و ديوان شعري من ثلاثة اجزاء، و كتاب “الصراع الأدبي مع الشعوبية”، وله بحوث و مقالات و احاديث كثيرة منشورة في الصحف اللبنانية و العربية.
نعي المبدع الراحل محمد علي الخطيب
تتميز مسيرته في الفن التشكيلي بتعدد المراحل التي تجمع بينها فرادة في الاسلوب باستخدام اللون و الرمز، كما تميّز ايضاًببراعة نادرةبفن البورتريه (Portrait). آخر ثلاثة لوحات بورتريه رسمها كانت:
(1) للأستاذ محمد حسنين هيكل و هي موجودة في بيت الأستاذ هيكل في الدقي، الجيزة، جمهورية مصر العربية؛
(2) للشاعر عبد الرحمن الأبنودي؛
(3) للوزير اللبناني جون عبيد.
كتبت عنه عدة ابحاث ومقالات نقدية، منها مقالة نقدية لجريدة “الشرق الاوسط” سنة ١٩٧٩، وصفت ان “الخطيب وصل الى تجاوز القوانين الموروثة في التلوين مخترعاً قوانينه الخاصة به” .. و ما ورد في جريدة “الأوريون لوجور” سنة ١٩٧٧: ” الألوان هي اول ما يدهشك في لوحات الخطيب، الازرق الشاحب، الاخضر، الليلكي، الاحمر الدموي.. ولكنها جميعاً مغلفة بضوء لا تدري اين مصدره”.
وقال الناقد المصري، الدكتور ظاظا معبراً عما تتميز به اعمال الخطيب من رؤى انسانية: “انه معنا او نحن معه على درب. وانه اذ يعبربلمسات ريشته والوانه لا يعبر عن نفسه وحسب ولكن عنا جميعاً”.
و كتب الاستاذ وحيد عبد المجيد في الاهرام عن الفنان الخطيب في مقاله “الخطيب و جاهين” الذي نُشر في 2 فبراير ( شباط ) 2016 :”فيا له من مبدع متعدد المواهب يذًّكرنا بالراحل الكبير صلاح جاهين.”
و آخر ما نُشر له كان قصيدة رثاء كتبها في ذكرى اربعين الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل، و نُشرت في صحيفة الشروق المصرية. و مع قصيدة الرثاء نُشرت صورة للوحة البورتريه للاستاذ هيكل.
هيكل بريشة الفنان محمد علي الخطيب
هنا قصيدته في رثاء هيكل :
(نشرت القصيدة في الشروق بتاريخ : الثلاثاء 5 أبريل( نيسان ) 2016 ):
زمانُك جودُ العصورِ..
فكيف نقيسُ امتداد الطريقِ
وعزمُك فيها رحيبُ المدى؟!
يسابقُ ضوءَ الخلودِ..
له عند كلِّ سماءٍ
صدى…
سميعٌ مجيبٌ..
إذا صوتُ حقٍّ تعالى..
نذيرٌ..
إذا الظلمُ مسَّ سلامةَ
حلمِ الضعيفِ..
حياتُك مجدٌ
لها فوقَ كلِّ مكانٍ مكانُ
تحدّى غرورَ الزمنْ..
وجازَ شموخَ القممْ..
عجِبْتُ لقولِ الأناسِ:
رحلْ…
وصوتُكَ باقٍ
وفكرُكَ حيٌّ..
أعانقُ فيهِ حنينَ القلمْ..
فكيف أقولُ: وِداعا..
وأنت بقلبي
رفيقُ الأملْ….
لك المجدُ عرشٌ باكليلِ نصرِ..
تسيرُو يحمى خطاكَ
حنانُ الطريقِ..
لأنَّكَ فيه بريقُ الشرفْ..
جهادُك حصنُ بلادى:
يُعاقبُ خبثَ الغَدورِ..
ويُجزى الصدوقَ بعهدِ البطلْ…
تراثُك فكرٌ يضيءُ
ويرقى…
ويكسفُ وَهْجَ شموسِ العقولِ…
فلا فوقَ شمسِكَ شمسُ…
ولا فوقَ جُهدِك جهدُ…
فؤادُك يمسحُ جرحَ الكرامِ
ويأسو…
بدأتَ عظيما..
ومازلتَ قلبَ الحياةِ العظيمَ…
تبثُّ الشفاءَ..
إذا صدرُ حىٍّ دهتْهُ العللْ..
ومازلتَ فينا بنبضِ القلوبِ
رفيقَ الحياةِ..
فكيفَ يقولُ الأناسُ:
رحلْ؟!!
عرفتك شهما كريما
عزيزا
رؤوفا
صبورا
رحيما
وأعجزُ عن عدِّ نبلِ صفاتِكْ…
فيرفد جهدى
لسانُ المكارمِ شرقا
وغربا…
بديعك خاضَ البحارٓ..
وذلّلَ حرَّ الصحارى..
على كلّ طودٍ علمْ…
لذا كنتَ فينا الفريدَ…
بعُرفِ القريبِ..
وعُرفِ البعيدِ…
وصوتِ الأُممْ…
فكيفَ يقولُ الأُناسُ:
رحلْ؟!
حكيمٌ…
تسوسُ الأمورَ بفطنةِ عقلٍ عليمِ..
وفيك المواهبُ تُبدعُ جودَ الألمْ..
عَجَمْتَ المصاعبَ حتى استقامتْ..
وماتَ أذاها..
وأَنصَفتَ تَحمى الحقوقَ..
عَدَلتَ..
فما مسَّ قلبَكَ سهمُ الندمْ..
بليغٌ..
وفيك التواضعُ روعةُ حكمةْ..
نُبوغُكَ نعمةْ..
أضاء طريقَ الحيارى..
وسدَّدَ فيها الخُطى..
ومازِلتَ جُودَ الزمانِ علينا..
ونُعمى السماءِ..
فكيف يقولُ الأناسُ:
رحلْ؟!
أسرة موقع ” ميزان الزمان ” تقدم تعازيها القلبية لعائلة المبدع الراحل و لصهره الصديق الشاعر لامع الحرّ.
المبدع الراحل محمد علي الخطيب