“أيتها النفسجة ..”
نثر شعري بقلم : د. عايدة قزحيّا
-×-×-×-×-
أيّتها البنفسجةُ الرّبيعيّة..
إنّي أراكِ
طفلًا جميلًا
لا يزالُ يحبو
فوق بساطِ
الأملِ والرّجاء
ينتظرُ ألعابَهُ
في محفظةِ أمّه..
لا يفقهُ غدرَ
القدَر
ولا طعنَ البشر
أيّتُها البراءةُ
القابعةُ في قلبِ
الطّبيعةِ
أعيريني هدوءَ بالِكِ
واتّزانَ نفسِكِ
فأغفو فوق وسادةِ
الرّجاء
أعيريني براءةَ عينيك
فأعود طفلًا
بين يديّ الحياة..
أعيريني عطرَكِ
فأنسكب انتعاشًا
فوق أعناقِ الأغنياء
البائسين
الّذين يُزكم المالُ
أنوفَهم..
أعيريني جمالَ لونِكِ
فأصبغ فيه
وجوهَ المتلوّنين بصُفرةِ ذهبهم..
يا لَأُمنيتي العقيم!
بِمَ أزيلُ عن عيونِهم
غشاوةَ الجمالِ
المزيّف
كي يرَوا جمالَ اللهِ
في قلوبِهِم
لا في جيوبِهِم؟!
أيّتُها البنفسجةُ
تعالَيْ واسْتَتري
في قلبي
عساني أستُرُ عُريَ هؤلاءِ
المتكبّرين
بتواضُعِكِ
فقد تعبت نفسي
مِن عُنفوانِ وحدتِها..
والمقامرون مِن حولي
لا يزالون يراهنون
على حفنةِ ملذّاتٍ
يُشعلونَها بثقابِ شهوتِهِم
وأرواحُهُم عاريةٌ
مِن قدسيّةِ
الفضيلة..
أعيريني عيونَكِ الحكيمةَ
فأضعها فوق عيونِ التّابعينَ
نظّاراتٍ
عساهُم يُبصرون..
أيا بنفسجتي الحنون
كيف لي أنْ أخلعَ
عن جسدِ التّسلّطِ
عباءةَ الجنون؟!
وهو يحسبُ
أنّه للدّينِ
مُحامٍ
وللحقِّ قانون؟!
أيّتها النّقاءُ
والصّفاءُ
للتشبُّهِ بكِ مجدُ السّماء.
د. عايدة قزحيّا