قصائد تونسية ( الحلقة 8 )
* قراءة في قصيدة الشاعر عبد الحكيم زرير
بقلم الناقد التونسي سوف عبيد
-×-×-×-
(في اليوم العالمي للشعر بجمعية ابن عرفة 21 مارس 2023 )
هذا الشعر الذي يقال باللهحة التونسي ينبغي أن ننظر إليه بصفته من اللغة العربية ذات المستويات العديدة في التعبير وقد أشار إليه ابن خلدون ونقل بعض القصائد منه المنتشرة بين بني خلال خاصة فشعر اللهجة التونسية متأصل إذن في تراثنا وليس ببدعة عجيبة فيه ولا هو بخطر على العربية الفصيحة وإنما هو إثراء لها فالفصاحة فصاحات كما تعلمنا على يد أستاذنا رشاد الحمزاوي في كلية الآداب بتونس منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين وإن الشاعر عبد الحكيم زرير نعتبره مرجعا في اللغة العربية بنحوها وصرفها وقاموسها فهو صاحب كتب مدرسية في قواعدها وهذا لم يمنعه من التحليق الإبداعي ضمن التعبير عن الواقع الذي نعيشه بطرافة وعين ناقدة بين الجد والهزل فالشاعر قد أصدر أربعة دواوين في قصائد الزجل ناهيك عن عشرات القصائد التي تنتظر الجمع والنشر
قصيدته هذه ساهم بها في اليوم العالمي للشعر حيث رصد فيها مظاهر الموضات الجديدة في اللباس خاصة تلك التي صارت متفشية لدى الشباب ذكورا وإناثا فيستعرضها بالوصف والتهكم وبعين النقد والإصلاح….قصائد عبد الجكيم زرير مثل الكاميرا ولكتها كاتبة ….!
هنا قصيدة الشاعر عبد الحكيم زريّر :
ملاّ حالة وملاّ حالة
في المحطّة والكَيّاسْ
قولولي بالله يا ناس
صخرة ما يحرّكني شيْ
والاّ آنا بلاشي إحساسْ
خَرْجِتْ بْمريول تْمرِّشْ
مْشَمّرْ ومن فوق مْفرِّشْ
قلّي آنا والاّ هيَّ
شكون بْصاحبو يتحرّش
لِبْسِتْ الدجين مْقطّع
تحب صاحبها يتمتّعْ
طيَّح السّروال ورخفو
ظهُر يقلّد فيها وأشنعْ
دنيا باردة بمريول
عشرة صانتي في الطّول
والسّروال محزوق وكاشف
عالسّرّة حارة، معقول؟
قلّي عاد آش مازال
والسروالTOPشفنا ال
الّي في تَقريطة شعرها
ومِلّوطة مكشوفِةْ حال
مالمكشوف للْمحلول
والمشرمط على طول
واليوم لاموضة في المبقَّع
والتّبقيعة تقولش بول
من بعيد نادات يا وايِل
جاها يترشّق يتمايل
لابس البودي متاع اختو
هذا غدوة يولّي عايل؟
جبدتّو الطّفلة من يدّو
وعملتلو قرصة على خدّو
قالتلو يا محلى زينك
تبسّم ظهّرلها ودّو
ملاّ حالة وملاّ حالة
شعرو في لون النّخّالة
شدّو لْفوق باللّستيك
شبّهتو بصاك الپوبالة
صَبْ فْشَعْرُو حكَّة جالْ
وعامل فيحة قال شانال
وريحة ضبّوطو مخدِّرْ
تقول قطّوس فوق كتفو بال
على راسو لابس كَلّوطَة
وفي وذْنو معلّق بلّوطة
على صدرو مريول مْعَدّسْ
عليه عروسة شطرها حوتة
واقف على وحدة ونصْ
يحكي تقولش معزة تبصْ
ساعة ساعة يقوم يفركح
ومنية تركّح فيه ترصْ
دجاجة مع دندون وبطّة
إلّي شمّر والّي وطَّى
شيْ يومي نشوف فيه
على الرّصيف قدّام لِمحطّة
يْقَرِّضْ في ظُفْرُو بسِنّيه
وعاملْ كيتْ في وِذنيه
يسمع في غناية پُوبالة
وصاحبو متّكّي عليه
إلّي على مريولو كتيبة
موش فاهمها وهي مصيبة
بْلَلْمانيّة -آنا حامل-
الجهل تفشّى في الشّبيبة
والّي على مريولو G.A.P
يمشي ويغنّي في الرّاپ
موش فاهم حروف الكلمة
يڥَيّس ويدخّن في الڥاپ
حصيدة وسرحت فيها النّار
حْجامِةْ صاحبنا الثّرثار
سئلت صحابي فاجأني
حجامتو بخمسين دينار
ما نحكمشي عالمولود
قعدت باهت في الموجود
ما بين العَشرة وعشرين
كيف العدد كي المعدود
قاعد باهت في عجب ربّي
وين كان هالشّيْ مخبّي
ما يكون كان مالبُرطابل
ورْضاعْ الحكة ملّي يَحْبي
المهم عندك ما تشوف
مالمكبوس ومالمرخوف
ما عندك وين هارب منها
إنت واش تعطي الظّروف
صعيب ياسر باش نتصوّر
تتحسّ لحوال تتطوّر
لبلاد يلزمها فورماطاج
ويرجع العقل يتنوّر
( تونس / ميزان الزمان / تغطية ونشر الشاعرة سليمى السرايري )
الناقد سوف عبيد