كان السراب ؟
بقلم الكاتب : سمير الزين
-×-×-×-×-
حين يُداهمنا الوقت في آخر الوقت ،
أو حين يُداهمنا العمر في الخطوة الأخيرة ،
لم يبقَ لنا وقتٌ للعبور ، سوى الوقوف ..
نزرعُ بكفّينا ما جنيْنا ،
نزرعُ بقايانا الممشوقة بين أصابعنا،
لنسمعَ الصدى … وصوتَ البدايات …
زهّرَ الوزّالُ في أول الوقت ،
حين كنتُ أبرحُ المكان ،
قبل القمحِ الذي ،
الذي رمتْهُ الريح ..
وقفتُ في وسطِ السهولِ وحيداً ،
أزرعُ الوردَ للمسافرين …
أزرعُ النجومَ كي أرى الطريق ..
لحقتُ بالصدى الأخير كي لا ينتهي ،
لحقتُ بالوقتِ الأخير كي يبقى ..
كي يدور …
لم يبقَ إلّا المنسيّون ، في أقاصي الأرض
،
يُغيّرون ثيابهم ، حياتهم … أسماءهم ..
لا شيء ؟
نزلوا …
نزل المنسيّون إلى البئر حفاة ،
كي يغسلوا أقدامهم بآخر الماء ،
لم يجدوا غير الوحلِ ، فشربوه .
عثروا على أيامهم معلقةً ،
شدّوها ، فسقط اليوم الأخير…
خافوا أن ينتهي جزافاً،
فرموه في الماء ،
لم يكن ماءً ،
كان السراب ؟..
(سمير الزين / ١٥-٤-٢٠٢٣)
الكاتب سمير الزين
رائع يا استاذ سمير