قصة قصيرة في مشوار اليوم مع الكاتب د. قاسم قاسم : ” المنافذ المقفلة ”
-×-×-×-×-
حضنت باكرا وجعها ، وهي صبية تسربلت بجسدها ، الذي راح يذوي كلما العمر شلح اوراقه على عتبة الخريف ، بينما بشارة الامل وحدها مرسومة على وجهها ، واي وجه تراه ينام طوال يومه ، يتلّون بوشاح الألم يعزف تثاؤبه في غرفة موصدة على الرجاء.
طوت أنوثتها ، فاحتل البياض فسحة الشعر ، وتفرّق لون العينين ، واستحالت الوجنتان نبعاً جفّ ماؤه ، بينما نام الباقي على خيال أضناه وجوده ، فذاب احتراقا ، انسحب مترنحا لا يقوى على احتمال القدمين.
وحين يتدافع الأبناء لقضاء السهرة حولها، يتكوّم الصمت في مقلة العين ، لوحة عاصفة مشحونة بالعاطفية المرميّة في زوايا الترقب.
في الأمل، دفء الأريج ، تنشي رائحته ، لتحيل اللمسة حنانا عاطرا يتسرب من المنافذ المقفلة حزنا يفرض حضوره في حضن الجالسين آخر الليل ، الساهرين على نسمة حياة تبشر بولادة يوم جديد لزمن ترّهل قبل اوانه.
في الأمل ،اختارت الشفاه تقبيل يد تسلقت وعربشت في مسامها تجارب الطب ، تحولت زرقاء مزدانة ببقع حمراء ، وكأن ما يرى إشارة لخبر سيأتي قبل الاوان.
الكاتب د. قاسم قاسم