“همسات عاشق”
قصة قصيرة للكاتبة كلوديت عقيقي
-×-×-×-×-×-×-
مررتُ بأميرةٍ من أميرات ألف همسة وهمسة،
لحَظَتني بخمر عينيّها، ورحتُ في دروبي تائهاً أبحث عن ظلّها.
قالوا لي إنها أسطورة من أساطير العشقِ.
سألتها: أيا أميرة هل لي في لحظِكِ مكاناً؟
رمَشتني كالظبيَة الشاردة ومشَتْ متجلجِلة.
آهٍ من قلبي كم تعانده أشواقه لها. عاتبتها مستفسراً: خليلتي، محبوبة الدار أنتِ، لمَ القسوة يا عطريَ المتدَلي من أسواره البنفسجيّة؟
إقتربي مني ولا تَخاليني من الأغرابِ، فأنا أقرب من حالكِ الى حالِه، أنا عمرٌ وقلبٌ لا يتوق إلّا لذاتكِ.
_ إقترَبت والنرجس في شفتيها، وتهادلَت بثوبٍ يلفّ خصرَها. لمعَتْ لؤلؤةٌ من عين الشّمس في صَدغِها، ذابت روحُها في راحتَيَّ، وتمتمَت بهدوئها: عمري أنتَ، آهٍ كم عانقت روحي روحَكَ من بعيد البعيد، إنها حرارة لقاء يخشى الاقتراب، فكيف أدنو منكَ ولا أهمس آهاتي في سمعِكَ؟
كيف أُواسيكَ بالله قلّ لي كيف! وأنا المنسحقة في كهوفِ ظلماتٍ تخشى النور، أنا من خربشَتْ آفاقها بريشةٍ مخمليّة، وغمَّستها بألوانِ قزح.
بمَ تُراني أبوحُ وأنا في فؤادي أنوح؟
دعني أرحلُ بالقطافِ، فالرحيل آخر المطاف.
الكاتبة كلوديت عقيقي