تمرُّ بي
كأنَّ غيماً بارداً ينصاع لكْ
أو أنَّ شمساً هاجرت في غير وجهتها
ورمت يديها لتحملَكْ
أو رفاقَ الأمس قد أمسوا بلا ضوءٍ
حتى إذا تمادى العتم أشعلوا حطب الأماكن
واستضاؤوا بالشتات…
لستَ وحدك في الرحيل
مرَّت بلادٌ من هنا
أيقظت في البال أسماءَ الأحبةِ والوجوهَ
والصورَ القديمةَ
وارتحالَ الوقت في الأفق الجميل
أرنُ إلى الأبواب وقد تغيَّر لونها
إلى النوافذ ألقت همَّ وحشتها على النواصي
إلى الحفاة رمَوا تعب المشاوير الطويلة
واستراحوا بعض وقتٍ
ثم عادوا بضحكتين ليشتروا رمق الحياة…
مُرَّ بي
كما كانت يداك كشمعتين
تراقصان الضوء في ليل يديَّ
كما كان الطريقُ مساحةً تسري بها القلوب
إلى معارج الروح القصيَّة
كما كان الحنينُ بوصلةَ التلاقي والهوى والأمنيات…
مُرَّ بي
ما زال في الحنايا ألفُ ذكرى وانتظارٍ
…في دمي ألفٌ من الطرقات.
( * خضر حيدر )
مُرَّ بي
كما كانت يداك كشمعتين
تراقصان الضوء في ليل يديَّ
كما كان الطريقُ مساحةً تسري بها القلوب
إلى معارج الروح القصيَّة
كما كان الحنينُ بوصلةَ التلاقي والهوى والأمنيات…
مُرَّ بي
ما زال في الحنايا ألفُ ذكرى وانتظارٍ
…في دمي ألفٌ من الطرقات….
ما أجمل أيقاعك وما أروع هذا الإحساس ، كلماتٍ ليست كالكلمات …
دمت ودام النّبض …
لم أقرأ قصيدتك قراءة عادية عابرة , بل كأغنية أندلسية بصوت فيروزي وإيقاعات ذلك الشاعر العظيم ..لك التحية والتقدير أستاذ خضر ..