قصيدة للشاعر عصمت حسان :
رسولة الحب
إلى أمي وكل أم أنجبت عالماً من النور
-×-×-×-×-
لا شيءَ في الكونِ يدنو
من فضائلِهــا
لا ماءَ لا وردَ إلاّ من أناملِهــا
تمشي على النسمة الحسناءِ
حافيــةً
فتحتفي الأرضُ سكرى من جداولهــا
قبلَ التكاوينِ جاءتْ
ترتجي حُلُـمـاً
أن يصبحَ الحقلُ بعضاً من خمائلِهـا
ريّـانةَ الخطوِ تعطي
كلَّ سـاقيةٍ
بحـراً من الشّـهدِ يُســقى من مشــاتلهـا
قد كنتُ قبلَ تصيرُ الأمُّ
قافلتـي
كـوناً من التّيـهِ ، يسـعى في قوافلِهـا
تموسـقُ المهدَ ترتيـلاً
يؤنســنني
يا صوتَ أمّي ســقاني من رســائلِهـا
قد علّـمتني اشــتهاءَ النورِ
مـذْ صِغري
فعشــتُ عمري ضياءً في منازلِهــا
ورحتُ للشـمسِ كي ليلاً
تســاندني
وكلُّ شـمسٍ أرى لقيــا مشــاعلِهـا
أمّـي ســقتني فراتَ الحبرِ
من صغـري
فكنتُ شِــعراً ســمى من نســجِ مغزلهــا
وكنتُ قلبــاً يرومُ الكونَ
قافيــةً
إيقاعه الحـــــــبُّ من دنيـا مفاعلِـهـا
لا قلـبَ في الكـونِ غير الأمّ
يحضننــا
من مطلـعِ المهـدِ ، طهـرٌ من شمائلهـا
وكـلّ أمّ ملاكٌ حارسٌ
غدنـــا
مواسمُ الخيرِ كانت من مناجلِهــا
غـدوتُ كهــلاً وأمّي
لم تزلْ وطنـي
وشهقة البوح تأتي من زواجلهــا
الشاعر عصمت حسان وعقيلته السيدة أم بسام