فانتازيات..
هواية الحمار: ركوب الخيل!
بقلم: د. بسّام بلاّن
ق.م” جرت أحداث هذه الحكاية في العام 2035″
-×-×-×-×-×-×-
بعد عناء وشقاء ومخاطر لاتوصف، وصل الحمار الى مضارب أرض ديموقراطيستان، التي كانت تكفل لكل الداخلين اليها حقوقهم غير منقوصة. لم يصدق الحمار نفسه أنه وصل أرض الأحلام. ومن نظرة أولية من على قمة التلّة المُطلّة عليها، تأكد له أن كل ماسمعه عنها صحيح، وأكثر.
على المدخل استقبله الجميع بالترحاب واحضروا له الماء والكلأ، واحتفوا به أيّما احتفاء.
في هذه “الجمهورية” بدا له الجميع مرتاحاً ومقبلاً على الحياة.. فرأى القط بجانب الفأر والخروف يلعب مع الذئب.. لم يصدق بداية ما رآه لولا أنه مرّ بجانب الضبع بسلام. فقال لنفسه: هنيئاً لي العيش ما تبقى من عمري في جمهورية ديموقراطيستان.
ارتاح بضعة أيام، ثم أتى إليه قرد وحصان وسلحفاة. كان القرد يحمل دفتراً يُسجل فيه بيانات الوافدين الجدد. أخذوا منه كل ما يحتاجونه، من معلومات. وأخيراً سألته السلحفاة: ما هي هوايتك يا صديقنا الحمار؟
قال: بما أنني أعيش في جمهورية ديموقراطيستان، بالتأكيد سأتمكن من ممارسة كل هواياتي، أليس كذلك؟
ردت السلحفاة: أكيد يا صديقنا الطيب، ستفعل.
قال: سجلي لو سمحتي.. أنا هوايتي ركوب الحصان.
وما أن انتهى من كلامه، حتى انتفض الحصان من مكانه وبدأ يغمغم ويصهل بأعلى صوته ويضرب الأرض بحوافره ضربات كادت أن تشقها.
وقال له: أتدري أيها الحمار أيّ ذنب اقترفت؟
رد عليه: أي ذنب يا صديقي.. لم أقترف أي ذنب.. سألتموني وأجبت.. وقلت ما عندي بكل ديموقراطية في ديموقراطيستان.
حاول القرد أن يشرح له خطأه بحق غيره، وبأنه لايجوز أن يقول مثل ما قال، وأن يفكر بمثل هذا التفكير. ولكن دون جدوى، ظل الحمار متمسكاً بموقفه وبأنه على حق وهو يمارس حقه المكفول “ديموقراطستانياً”.
دخلت السلحفاة على الخط.. وأدلت بدولها، ولكن دون جدوى. بل تمسك الحمار أكثر بموقفه، وراح يأمر الحصان بأن ينحني قليلاً كي يستطيع الركوب عليه.
لم يستطع الحصان تمالك أعصابه أكثر، فرفسه رفسة أوقعته أرضاً.. فراح يصرخ من الألم ويستغيث بمن حوله..
تجمع سكان ديموقراطيستان عليهما، وطلبوا معرفة سبب هذه السابقة في أرضهم. فحكى لهم القرد ما جرى.. نظر الجميع في وجوه بعضهم بعضاً وصار كل واحد منهم يقول ما عنده من آراء ومواقف وتفسيرات، علا الضجيج المكان، وفي النهاية انقسموا بالرأي. منهم من أيّد الحمار، وآخرون أيدوا الحصان. فانقسمت جمهورية ديموقراطيستان وارتفعت الجدران والمتاريس بين سكانها، وبدأت حرب ضروس بينهم لم تضع أوزارها حتى الآن، وصارت المحبة والإلفة السلام في جمهورية ديموقراطيستان في خبر كان.
الكاتب د. بسّام بلّان