د. قاسم قاسم في ” مشوار اليوم ” :
جاءت ملاطفة الصباح جميلة….
اصطياد يومي لعبارة تنساب مع فنجان قهوة، بينما الحكاية تعلن عن اثرها في بياض وشح الشعر الفاحم بلمسات رقيقة، وبدت النظارة السوداء، مرآة تكشف الذات التي تقود ذاتها بسرعة لا تحتمل.
تلك مسألة لا يمكن المساومة فيها، بينما كلماتها عن صديق مضى، يزيد من توترها، يحبس الدمعة، وبدل ان تفر، ينسحب دخان السيجارة خارجا، كلمات موجعة لا تنتهي والدرب طويل وتتمناه ابدا دورة اخرى، وتبدو الشمس على وشك الوقوع في لجة الماء، تحب ان تودعها، أنظر ، هكذا تصالحنا ، احب الغروب، كنا نخطف لمسة الماء، فربما تبدل لون الحياة وصار ارجوانية.
كلمات، تركض على الشاطئ ، تحسس حبات الرمل بينما اتمنى ان تخلع خوفها، وتبلل جسدها بحرارة الشمس، اشتهاء وجداني رمته قبل انطلاقتها نحو الاعالي…
لامست مفتاح الراديو، فانبعثت موسيقى حائرة شلحت على الوجه الضائع اشارات لها معنى، لكن الصمت جاء اصدق تعبيرا، تكوم فوق الشفتين اطبق عليهما، ونظرات تحاول السيطرة على منحدر يغالب اسفلت الطريق …. هل نعود؟
حدقت في الزمن، وقبل ان تستدير ترجمت ما جرى بعبارة واحدة.. لا بد من الحياة.
ذلك الصباح حضرت وبينهم جلست، وتابعت صور الماضي، انجذاب نحو التأوه ، ضجر، لشيء، يدعو للبقاء. حملت اوراقها وغادرت معلنة الوداع.
هرولت نحو السيارة، والى جانبها مقعد فارغ بارد، والوجد يحاول لملمة الجراح ، ما باله ترك الهواء يتسلل الى نافذة اللقاء هل نسي؟ ام ضاع في الزحمة، تذكرت ان الانتظار عبث، يدغدغ احلاما لن تاتي، وبعدها تفلت من الرأس إضاءة للطريق تبين مدى صدق المنام.
د. قاسم قاسم