هرولَةُ الذّكرياتِ
للشاعرة د. راغدة قربان
-×-×-×-×-
أعشقُ نُزوحَ الفَجْرِ
حين أُزاحِمُه خطواتِ الجراحِ
لأُجدِّفَ بينَ السَّنواتِ،
شُرفةٌ تمتدُّ فوقَ مداها
قهقهةً ووداعًا.
قطارُ البَردِ مِدخنةٌ مهدومةٌ
لا دخانٌ،
ولا نارَ مُتجَمِّدةٌ في ثَنائِه
مُذ فارقَهُ غُبارُ الدَّرب
وٱنظفأتْ غربتُه الشَّاردةُ
تَطرُقُ بيدَها مَدافنَ الأحياء.
نَحنُ نَمضي تَسكُّعًا
حينَ نُعَلِّقُ ما تبقَّى من حنين،
ووَجعٌ في أواخر الحُطام حزين.
ما أقسى الأطلال!
رُفاتُ حربٍ ودمار
أو بقايا عِشقٍ في مَذاقِ الشّتاء.
يَمرُّ ويرحلُ بعدَ الأنين
كلُّ الأبوابِ مُحَنَّطةٌ
وألْفُ شُبَّاكٍ وحدَه
يُغامرُ عُزلتي
ويُعيدُ لي هرولةَ الذّكريات.
بقلم: الشَّاعرة الدّكتورة راغدة قربان.
22-2-2023
الشاعرة د. راغدة قربان