الجِن
قصيدة للشاعر حسن المقداد
-×-×-×-×-
يقولونَ إنَّ الجنَّ مسّت فؤاديا
لهذا أرى الأشياء صِرفاً كما هِيا
لهذا أرى رأسي على شكلِ غيمةٍ
وأفزعُ من حدسي وأهوى شقائيا
ومقسمةٍ بالله قلبي فراشةٌ
محاصرةٌ بالنار تحتَ ردائيا
وأخرى تسمّيني الغناء
وتلتقي بقلبي على وسعِ المجازات ساهيا
ومن قال مجنونٌ ومن قالَ عارفٌ
ومن جاء يهديني ومن جاء غاويا
وما زلتُ لا أدري، وأدري بغربتي
وأعلمُ أنَّ الشكَّ يعدو ورائيا
وأعلمُ ربّتني النبوءاتُ في القرى
لأرجعَ هذا الشِّعرَ حلواً وقاسيا
فماذا على قلبي إذا قال قولهُ
وداسَ على ذكرى أو افتضَّ ماضيا
وسارَ على الحبلِ الغنائيِّ راغباً
وكسّرَ أنساقَ العبارات لاهيا
وقفتُ على بعدِ الحداثةِ باكياً
كجدّي على الأطلالِ بالأمسِ باكيا
أنا أكتبُ النخل الذي لا ترونهُ
وما كنتُ ممّن يتبعون الصواريا’
الشاعر حسن المقداد