“لقاء” سليمان
كلمة رئيس منتدى ” لقاء ” الدكتور عماد فغالي في احتفالية تكريم الأديب الراحل سليمان ابراهيم :
-×-×-×-×-
الكلّ في كلّ مكان يعرف كم أنتَ معي دائمًا.
قال لي الأستاذ يوسف رقّة نموذجًا: “ما عرفتُه إلاّ إلى جانبك”!
في عَودٍ سريعٍ إلى هذا، شريطٌ في مخيّلتي من ترافقاتنا عبر الوطن، وأبعد بعد، حملَنا فيها الأدبُ وحملناه إلى أصقاعٍ تجلّيتَ فيها أديبًا وإنسانًا، لكن خصوصًا قلبًا كبيرًا…!!
الكلّ، من دون استثناء، يحفظُ لكَ مكانةً في نفسه. المنتدياتُ جميعًا تعتبرُكَ صديقًا من طراز القلّة… لكنّهم يعرفون أنّ مكانةَ “لقاء” عندَكَ مختلفة… لا بديلَ عنها ولا شريكَ فيها.
قال لي أحد رؤساء المنتديات: “هو صديقي الحبيب، لكنّ هذا لا يقربُ علاقتكما”! وأسرّتْ لي رئيسةُ منتدىً آخر: لم يطلبْ منّي إلاّ مشاركة “لقاء”!
تقولُ الدكتورة ربى سابا حبيب: “ليس هناكَ حبّ، بل براهينُ حبّ”! في هذا السياق، لا يروح فكري إلاّ إليكَ، يا حبًّا كاملاً في إنسان!
د. عماد فغالي في صورة جمعته مع الأديب الراحل
في معتقدي، صلةُ القربى لا تعني البتّةَ صلةَ الدم فقط. بيني وبينكَ سليمانُ صلةُ قربى وثيقة، لا تخفى على قريب، بل على حاسدٍ أو لدود… ولا أفشي سرًّا إن قلتُ كم تلقّيتُ تعازيَ بارتحالكَ الواجعني ظاهرًا لكلّ عيان!!
إنْ يحتفِ بكَ “لقاء” و”أفكار اغترابيّة”، يدركْ كلانا وإنْ ميّزتَنا برباطٍ خاصّ جعلَنا نُعرفُ بكَ، أنّ الكلّ، في وسطنا الثقافيّ والتربويّ، والإنسانيّ على السواء، ينتمي إليك ويحسبكَ خاصّتَه!
أستطيعُ بجرأةٍ البوح، كم أنّكَ، في الصورةِ القدّمتَها عبر مسيرتكَ، لا تتكرّر… لكنّكَ في ما أبقيت، تكرّر عطاءاتكَ بيننا…
الدكتور جميل الدويهيّ صاحب مشروع “أفكار اغترابيّة للأدب الراقي” الذي يعتبركَ حضورَه شخصًا ومشروعًا في الوطن ههنا، لا يشاركُنا تحيّةً لروحكَ، بل يشاركُكَ محبّتَنا حضورًا ثالوثًا أنتَ أقنومُه الجوهر!
اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، المجلس الثقافيّ في بلاد جبيل، مدرسةُ مشمش الرسميّة، لجنةُ وقف يواكيم وحنّة عنّايا، العائلة البنيتَها، وكلّ جهةِ انتميتَ إليها يا حاضرًا دائمًا معنا، ننضمّ إليهم، لا لنكرّم ونتكلّم، لا لنقفَ حزينين على الارتحال القاصف، بل لنبقى مجموعين حولَ حبيبتكَ الكلمة، في الإنسان العشقتَه عاليًا، تنظر إلينا بعين قلبكَ كما عهدناك وأحببناك…
ثقْ سليمان، إنْ نجتمع، في “لقاء” و”أفكار اغترابيّة”، ونحن جمعٌ واحد، تكنْ حاضرًا معنا، لأنّكَ أنتَ الجامعنا، منذ التعارف، إلى الجائزة والدرع الأكاديميّة، حتى التوأمة التي عمّدتَها في ١٩ آب عيدًا دائمًا….
ثقْ سليمان، إن نجتمعْ في الرحُبِ التي لكَ ونشطتَ فيها، تلوّنْ صبغتُكَ تحفةَ إنجازاتِنا، ويباركْ طيفُكَ نجاحاتِنا استمطارَ كلِّ توفيق…
نحنُ إنْ نحزنْ لفراقٍ أبعدكَ، نعِ أنّ قطعةً منّا تشرقُ في السماء. نؤمنْ كم تلتقي في علويّاتكَ أهلاً ومعلّمين، ما توقّفتَ عن ذكرهم يومًا بوفاءٍ وامتنان. كم تلتقي أصحابَ القلم، أحبّةَ الدوحةِ التي جذبَتْكَ دومًا، تبلغونَ ملءَ الكلمة الصارت قيامةً وفاضتْ حياة!!
رئيس منتدى ” لقاء ” الدكتور عماد يونس فغالي