مرور الكرام – حلقه 38- ( أنتظر ُ موعداً ) :
…منذ طفولتي وأنا أسامرُ الليل ..
أتمددُ على مِصطبةِ جدتي
أكلِلُ رأسي بهالةٍ من نجوم
أسافرُ معها , أتأملُ هذا الكون .
” لا َتعِد النجومَ يا ولدي وتحُك جِلدك”
هذا ما تقوله أمي ..
وأنا لم أعدّ النجومَ ولم أَحِك جِلدي
أتابع نجمةً تهوي
وأسأل ُ كيف لا تلامس الأرض ؟
ولماذا لا نرى الذرّة
وأجزاء َ الذّرة َ
بالعين المجردة ؟
في الصباح , اسمع ُ جدتي تنادي شقيقتها :
” يا شِريفة ” ..
وأسأل عن معنى ” شِريفة ”
تقولَ إنها من سلالة النبي .
عند الآذان , أزور ُ المسجدَ حافيا ..
أترك حذائي عند المصطبة ..
يناديني والدي ” يا شيخ ”
أشعر بالتقوى ..
أزور المسجد الأزرق
ومساجد السلاطين في تركيا
أشعرُ بالرهبة ..
أزور مسجد وكنيسة أبا صوفيا
وأسمع تهليلة ” خير من ألف شهر ”
يراودني شعورٌ بالإيمان ..
أزور طريق العين في بلدتي
وأضيءُ شمعةً في مزار الداود
وأشعر برضى الله والوالدين ..
أقفُ برهبةٍ في كنيسة الفاتيكان
وأشعر بالمحبة .
لكن الأسئلة َ لا تزال تدور حول الضوء
كولد يصرخ وقد رأى النور َ يوم ولادته
وأنا كفراشةٍ هائمةٍ لا أسألُ شيئاً ..
انتظرُ الموعدَ ، وساعةَ الحقيقة ..
ربما قد أجدُها.. و في قلبي فقط ..
( الكاتب يوسف رقٌة )
مُناداة تتهادى بك وبنا تكلّل جبين الليل بإكليل غار ، بعقدِ نُجوم تتهاوى تباعاً وتسقط في وِجدانك ووجداننا …
ما بين المسجد والكنيسة والفاتيكان نجول معك في طرقات بلدتك التي ما زالت روحك تهفو إليها بِكُلِّ حُبٍّ ورهبة …
تبحث عن حقيقة أمامك ، لديك ، في خافقك ، وحين تجدها ستبقى تسامر الليل فهو صديقك منذ طفولتك …
في هذا اليوم الجميل أتمنى لك صديقي العمر المديد مع عائلتك الجميلة …
كل عام وأنت وعائلتك بألف خير …