أقامت الحركة الثقافية في لبنان وضمن نشاطات أمسيات الصالون الأدبي الشاعرين فاطمة أيوب ود. علي زين الدين في مقر الحركة في صور ( في قاعة لمركز باسل الأسد الثقافي ) بحضور رئيس الحركة الثقافية الأستاذ باسم عباس وعدد من شعراء الجنوب وأسرة الحركة الثقافية وذواقة الشعر والكلمة ..
قدمت الأمسية الكاتبة مها محمد جعفر بالكلمة التالية :
الحضور الكريم،
الشعرُ إعادةُ خلقِ الخلقِ في كلمات، هو ترتيبُ الموجوداتِ ترتيبًا يعاكسُ المنطقَ ويخالفُ الموروثَ.
إنّه فيضُ الفيضِ، وتحريكُ الرّاكدِ تحريكًا مفاجئًا لا يخلو من خطرٍ.
فالشّاعرُ، كما قال الدكتور علي زيتون: مقيمٌ في منطقةِ الفالقِ الزلزاليِّ الّتي لا يمكنُ أن يتحمّلَها المتعلّمُ العارفُ العاديُّ.
الشعرُ كرةُ نارٍ تتدحرجُ على بحيرةِ جليدٍ، ولكَ أن تتخيّلَ ما تعانية البحيرةُ،..
في حضرةِ الشّعرِ تصيرُ الخطوطُ الحمراءُ قوسَ قزحٍ، حيثُ تُباحُ المحظوراتُ، وتتهدّمُ معابدُ الصنميَّةِ الفكريّةِ… في حضرةِ الشعرِ لا كلامَ سوى الشّعرِ…..
فكيف إذا كان الخلْقُ شِعرًا مؤنّثًا، ينبعثُ من القلبِ والعقلِ إلهامًا، تارةً تجدُه يتنفّسُ بين الكلماتِ فيخرُجُ بهيئةِ قصيدة، وتارةً يستكينُ بعد مخاضِ التفكيرِ على قماشِ الرّسم فيولِّدُ لوحاتٍ تشكيليّة؟
هي حاضرةٌ في الشعرِ، في الأدبِ، في الرسم، في التربية…الشاعرة فاطمة أيّوب، تختزنُ من الخلْقِ الفكريّ ما يجعل الشّعر وحيًا، فتقول:
“الأوّلُ الخلْق، ثمَّ الوحيُ فالشِّعرا
والآخِرُ الشعرُ جازَ الخلْقَ فانفجرا
التّكثيف في اللغة الشّعرية يعني تضييق مساحة اللّفظ وتفتيق جلد المعنى، ما يورث الدّهشة الّتي تصاحب الاختيار من خارج التوقعات بحسب ما قاله الناقد كمال أبو ديب. وهذا ما يقوم به الدكتور علي زين الدين….ليثبت لنا…أنّك حين تريد أن تمسَّ الرّوح يعني أنك أخذت على عاتقك مهمّة التعبير عنها، بفطرتِها وطبيعتِها ولهجتِها.
..مريدٌ يسلُك دروبَ الفطرةِ الشعريّة، يرتقي باللّهجة العاميّةَ لينسج منها خيالًا خاصًّا متلزمًا قضايا الوطن والإبداعِ والمرأة والحبّ…
تراهُ فارسًا في ميدان التعليم الجامعيّ، واللّافت المدهش أنّ اختصاصه هو الاقتصاد وإدارة الأعمال وكلّ ما يختصّ بالرقم الجامد، إلّا أنّه لا يحتسبُ على آلته الرقميّة مقياس الإبداع النابع من روحه الشابّة…شعره هو لا مرآتُه بل نفسُه العظيمة بتواضُعها وأصالتِها، فيقول:
جنوبي أنا وبلهجتي مشغول..
بشدّ عالكلمة بلا منّة..
مرة (أنا) مرة (أني) عم قول
مش عن تصنُّع بس تتأني
رح تعرفي لما الحنين يطول
عم صير إحكي عنِّك وعني
ختامًا، نشكرُ حضورَكم، انتُم وقودُ الحياة الثقافيّة الحقيقيّة الّتي تحاربُ زمن التفاهة والفراغ الفكريّ، في زمن البعد عن الجمال والإبداع، أنتم مَن يرسي أسس الفكر بدعمه…الشكر للحركة الثقافية في لبنان…بشخص رئيسها الأستاذ باسم عباس، ولمنظم هذه الندوة عضو الهيئة الإداريّة في الحركة الثقافيّة الدكتور جهاد الزغير… بوركتم ودامت اللّغة ودام الوطن.
هنا بعض الصور من الأمسية :
الشاعرة فاطمة ايوب
تلشاعر د. علي زين الدين
الكاتبة القصصية مها محمد جعفر
جانب من الحضور يتوسطهم رئيس الحركة الثقافية الأستاذ باسم عباس
الشاعرة حنان فرفور
الشاعر جهاد عدنان الزغير مع الشاعرة فاطمة أيوب
جانب من الحضور