أناي الجزء الثّالِث عشر
مُجَرَّد حُلُم ..
أسهَمَت قائلةً : ” عِشتُ أكثرَ من نِصفِ عُمري وفراغٌ عميقٌ يملأُني وعقلانِيَّةٌ بلهاء تُقيِّدُني . كنتُ أعملُ لإرضاء الجّميع ولم يلحَظ أحدٌ احتياجاتي ” …
.. ” كنتُ كلَّما حاولت الإبتعاد بأفكاري ، يأتيني صوتٌ يقول : حذاري من أن تَفرِدي جناحَيكِ ، لا تُحَلِّقي عالِياً ، قد تقعي على أُمِّ رأسِكِ وتندَمي حيث لا ينفع النّدَم ” …
.. ” لا تنسَي من أنت وأين تعيشين . لا يمكنكِ أن تخرُجي من بيئتِكِ لأنَّكِ ستَتعَرَّين ” …
.. ” كنتُ كأرنَبٍ برِّيٍّ وُضِعَ عُنوَةً في بيتٍ لا يُشبِهُه ، لا يُمثِّلُه ، لا يَعنيه ” …
.. ” كان ارتباطي بِذاك المكان هشّاً جداً ” …
ثُمَّ ، شيءٌ غريبٌ بدا على حركات يدَيها المُرتعِشَة. راحت تارة تسنُدهُما وتارةً تمُدُّهُما ثم ترتَبِكُ حرَكَتها وكأنها شعرَت بإخفاقِها في لَجمِ تلك الإرتعاشة …
لقد بذلَت كل ما في وُسعِها كي تكونَ كما يُريد . كي يراها كما تراه ، كي يسمعَ أنينَها ، شغَفَها ، ألَمَها ، خَوفَها ، فَرَحَها ، كِبرِياءَها ، حاجَتَها إلَيه ….
أطرَقَت صامِتَةً وراحَت تلمُسُ جُدرانَ قلبَها .. تنتَحِب.. تُجهِدُ نفسَها بالأسَفِ والبكاء ..
ثُمَّ تضحَكُ بِكِبرياء ، تتصالح مع نفسها وتدَّعي أنّ ما تمُرُّ به هو كابوسٌ سيزول وستبتعِد وتُحَلِّق وتلمُسُ أطراف رداء السّماء ، تتعلَّق بها ، تتأرجَحُ مع نسائمها ثم تعودُ إليه حيث ينتظرها .
لكنّه مُجرّدُ حُلُم …
حلُمٌ قد أصبح نمَطاً ، بل جُزءاً لا يتجزَّأ من حياتِها الباهِتَة …
( جمانة السبلاني – بعلبك )
#أناي تهدي موقع ميزان الزمان أجمل باقات الشكر والإمتنان ، للمتابعة وللنشر الراقي …
ألف ألف شكر لكم …
ما أروعك 💙