1 كانون الثاني ( يناير )
قصيدة للشاعر شوقي بزيع
-×-×-×-×-
الأرض عاطلةٌ عن الدوران هذا اليومَ
والأنهارُ عاطلةٌ عن الجريان ,
نومٌ شاملٌ
يسري على الناجين والغرقى ,
على الفقراء والفقهاء ,
حتى الموجُ يسرق دمعةً
من خلف ظهر البحرِ
كي يبكي تَكَسُّره على خشب الشقاءْ
تكفي يدٌ لتعكّر الساعاتِ
أو ريحٌ لترْكل , وهْي تصفُرُ غير عابئةٍ,
مؤخّرةَ السماءْ
لم يُنجز الفلكيُّ بعدُ مهمّة التحديقِ
في قَرنيّ برج الجدي ,
فيما الشمسُ تترك عُرفها في عهدة المتنبّئينَ
وتكتفي بتأمُّل السنة القديمةِ
وهْي تُسْلم ضوءها المشلولَ
للسنة الجديدةِ ,
ليس من داعٍ لتخْتلق الغيومُ ذريعةً
لتنام في كنف الجبالِ ,
ولا العواصمُ كي تشيخَ ,
ولا المواعيدُ انتظاراتٍ ,
ولا المتسكّعون على الرصيفِ
منازلاً لتَبيتَ وحْشتهمْ ,
ولا العشاقُ أضرحةً لخيبتهمْ ,
ولا الشعراءُ أبْنيةً
تطير على ارتفاعٍ شاهقٍ فوق الكتابةِ ,
والأسرَّةُ لا تفكّر بالخيانة والوفاءْ
سيكون متَّسَعٌ لترتجل الشكوكُ مَخادعاً أخرى ,
بعيداً عن مخاتلة الرجالِ
وعن أحابيل النساءْ
محضُ اشتهاءٍ للغياب
يطلُّ من هذا السّباتِ
برأسهِ ,
محضُ ادّعاءٍ
ذلك الثلجُ المصوّحُ في أعالي الروحِ ,
فيما يمْسك الموتى بمفردهمً زمام الأرضِ
وهْي تجسّ نبضَ خيالها الواهي
وترسبُ في نفايات الرجاءْ
الشاعر شوقي بزيع