” مناجاة ”
قصيدة الأميرة د. منى رسلان
-×-×-×-×-
متى يا سيّدة الحياة
وحضن الرحمة،
نلتقي.
أنتِ،
يا ذات الخيط الذي لا ينكفئ وراء جدران النسيان
ويبقى مشتعلاً وراء كل دمعة عبور،
حيَّا بالفرح خلف قهقهات الأطفال ودندنات الأمّهات.
هناك، حيث تسكنين
في عبق ألوهية الزمان وبياض رائحة الغاردينيا،
تتغلغلين بدفء حنانك في زوايا الأنفس الطفولية،
وترنو عيناك السوداوان الصغيرتان
إليَّ …
أنا المأسورة، الوحيدة، المرتعشة،
الذابلة حتى الهُيام، من وجدي بكِ.
هناك عند تسارع كنوز نبضاتي
تُحيكين شراييني
أرجوحة وعد.
هناك
تأخذني عيناك خلف رعشة وجدانٍ حالمٍ
فتتقاطع الرؤيا والابتهالات،
يغمرني
إحساسٌ نابضٌ بكلِّ حيويَّة ما عندكِ من حب
فأحيا على ذكرى أنثى
استكانت وإيقاعها الوضّاح في وجودي
**
أخبريني
كيف لي أن أشعر بحركة نبضي بعدك؟
أحار كيف يمرّ هذا الانهيار .. من دون احتجاجي أو احتجابي، وصمتي،
ومن دون تمرّدي، وانفعالاتي وكلماتي؟
كيف لتلك النغمات أن تصفو
مع وجودي في مملكة الغرباء
وكيف للنور أن ينسل وحيداً
ورويداً رويداً،
في هدأة العمر.
أخبريني
أيتشتّت مكاني، وأنتِ صامدة
تتفجّرين خيراً
أيتشتّت زماني،
وأنتِ تعبرين مخيالي
وتخترقين حصارات الواقع المر؛
فتتشكّلين أسطورة فيض جوّاد.
أيتشتّت زماني الماضوي والحاضر؟
**
غاضبة أنا، أم هانئة، أو مستسلمة،
أتراني أُصادق ترجيع الصدى في الوهاد.
أضحت تتعملقني الرؤى المعفّرة بالذكرى،
حياة غصّة، مفلوعة في ظلمتين:
ظلمة الرحيل، واحتضان الأشلاء.
**
تشظّى قلبي، نعم
وأمات الوجد لمحاتي والحكايا،
أأقول أحبُّك يا نجواي، يا قمري،
يا لهفة البراءة في هُدُبي.
**
طافت الجموع تستنجد يوم التقى،
وطفتُ أسائل النيام عشية وصبحا
عن فضاءاتك التعبُدية،
لربما يتقاطر ماء وجهك الصبوح،
يروي عطش مراهقتي الأولى الغائرة في لجّة الأفول.
**
تشظّى قلبي،
يا لهفة البراءة في هُدُبي
تشظّى وجدي،
كنتِ شمسي وأصيلي وسمائي
وتلاويني، ومرقد رجائي؛
كنتِ عنفواني وقضيّتي
وصورة بقائي،
كنتِ
مؤنستي… بلا محال.
الكاتبة الأميرة د. منى رسلان
حبيبة قلبي اختي الغالية
قصيدة رائعة
قلمك راءع يا اميره. كيف لا وق استمديت بخوره من قداسه حرمون الغارق في التاريخ .حماك الله وكرم عليك بزياده إنتاجه وامد بحياتك كي تنورين جبال الشوف التي تغازله منذ عمق الزمان .مع المحبه والاحترام.