دمعتان ؟
…وأنا أُشاهدُ مباراة كرة القدم في مونديال ٢٠٢٢ في قطر ، بين المكسيك وبولندا سقطتْ دمعتان في نفس اللحظة :
دمعة فرح من صبية مكسيكية ،
ودمعة حزن من صبية بولندية ..
دمعةُ الحزنِ :
إمتلأ قلبي بالماء الحزين ، وابترَدَ دمي ، فرشحتْ عيوني دمعاً حزينا ..
دمعةُ الفرحِ :
قلبي المملوء بالدم الدافئ فاضَ ، وملأ لي كأساً ابترَدْ ، فنزلتْ من عيوني دموعُ الفرح …
للدمعِ معنيان ، لونان :
لونٌ يُفرح ،
ولونٌ حزين ْ..
حينَ نفرحُ كثيراً ينزلُ الدمعُ ،
وحين نحزنُ كثيراً يفيضُ الدمعْ …
العينُ مرآة الوجوه ،
العينُ كاشفةُ القلوب ،
هي فيضانُ النقيضين ،
سرُّ الغيمتين ،
لولاها لجفَّ الجسد ،
ويبسَ النخيلُ ،
وضاعَ القمر ،
والنهدُ المنحوتُ في الأعالي غطّاه الوَسَنْ ..
من دمعةِ الحزنِ ناحَ الحمامُ ،
من دمعةِ الفرحِ فَرِحَ الغمَامْ ..
كانتا دمعتين في لحظةٍ واحدة ،
من صبيتن ،
في مكانين :
صبية توجعتْ ،
وصبية هلّلَتْ ..
وهكذا نتأرجحُ بين الدمعتين ،
بين النقيضين واللونين ..
إلى أنْ يجفَّ الوقتُ ،
وتفترقُ الدمعتان …
تفترقانْ ؟..
سمير الزين / ٢٣-١١-٢٠٢٢
الكاتب سمير الزين