د. قاسم قاسم في “مشوار اليوم.” مع :
” الفن التشكيلي “
( النظريات الجديدة لم تهتم بالألوان بل بالأشكال )
-×-×-×-×
ان النظريات الجديدة ،لم تهتم بمعالجة الالوان في الفضاء المفتوح ،انما الاشكال ،وهي بحالة الحركة ،لذلك كان. Paul Cezanne يبتغي فنا فيه شيىئا من الجلال ،والصفاء في رسم الاشكال والالوان التي رأها وليس تلك التي كان يعرفها او تعلّمها ،لذلك سعى الى انجاز احساس بالعمق من غير تضحية به ،لكنه ضحى بالخطوط المحددة المعالم ،ولم يقصد تشويه الطبيعة ،او يهدف الى الايهام ،بل الى نقل الشعور بالصلابة والعمق ووجد هذا ممكنا من دون تحفظ تقليدي.
اما Pablo Picasso فقد رسم في سن مبكّرة موضوعات من شأنها ان تروق الانطباعيين ،رسم متسولين ،منبوذين ،متعبين ،لاعبي سيرك ،ولكن لم يجد ما يرضيه ،فبدأ بدرس الفن البدائي الذي لفت الانتباه اليه Paul Gauguin وربما Henri Matisse ،ثم تعلم كيف يشكل صورة وجه ،وهذا كان شيئا مختلفا عن تبسيط الانطباع البصري الذي مارسه الفنانون السابقون الذين حوَّلوا اشكال الطبيعة الى تصميم مسطح ،وربما كان هناك وسيلة لاجتناب ذلك ،وتشكيل صورة من اشياء بسيطة ،والمحافظة على الاحساس بالصلابة والعمق.
وهي المشكلة التي اعادت بيكاسو الى سيزان الذي كتب (رسالة الى فنان شاب نصحه ( كما ورد في قصة الفن ل ارنست غومبرتش .الصادر عن هيىئة البحرين للثقافة والاثار .ط١ .المنامة)فيها ان ينظر الى الطبيعة ،على انها اشكال كروية مخروطية واسطوانة..
غير ان بيكاسو وغيره ، تبنوا النصحية ( لقد تخلينا منذ وقت طويل عن الادعاء اننا نمثل الاشياء كما تظهر للعين ،فذلك كان سرابا لا جدوى من متابعته ،نحن لا نريد ان نثّبت على القماشة انطباع اللحظة السريعة الزوال ،علينا ان نحتذي حذو سيزان ،ونشكل صورة موضوعاتنا تشكيلا يتصف بالصلابة.
ان هدفنا الاساسي هو التركيب وليس النسخ ،فاذا فكرنا بشيء ( الكمان) فانه لا يبدو للعقل كما قد نراه ، نحن نستطيع في الوقت نفسه في ان نفكر في وجوهه المتنوعة ، وان بعض تلك الوجوه تبرز واضحة جدا ،بحيث نشعر اننا نستطيع ملامستها ومعالجتها ،ام بعضها الاخر فيكون غائما بعض الشيء ،لذلك فان هذا الخليط المشوش من الصور يمثل الكمان الحقيقي).
بيكاسو كان يرسم الشيء بحسب الزاوية التي يظهر فيها اي من عدة زوايا.
الدكتور قاسم قاسم
ان للفن لون آخر حينما تتناول مباحثه دكتور قاسم. شكرا لك على المعلومات القيمة🙏🌷