.. جال موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في حديقة الكاتبة والاعلامية الزميلة كلود صوما واختار باقة من كتاباتها الأدبية وبعض النصوص النثرية ..
-1-
مساء الخير
للقمرِ الذي يبحث عن نصفه الأخر
للسحبِ الرمادية التي تعصف بها رياح الشوق
لسماءٍ تشرينيةٍ ملبّدة بالخيبة والخذلان
لروايةِ حبٍ منسيةٍ على رفِّ ذاكرةٍ يأكلها غبار الحنين ..
مساء الخير
للحنينِ الذي يتكاثرُ مع بداية نسمات الشتاء الباردة
لليالٍِ طوال مشتتةٍ تائهةٍ
بين حزنٍ ممطرٍ وسعادةٍ بلهاء نخترع فصولها فنصدقها !
مساء الخير
لقصيدةٍ مهملةٍ منذ دهرٍ
سرقت قوافيها من جارتها ، تحرّرت من قيودٍ كّبلتها
رقصت منتشية وغنّت للحب ..كي تنسى !
-2-
قشعريرة ..
تنتابني قشعريرة الحنين
حين يمّر طيفكَ في صباحٍ باكرٍ
من شهرِ آب ..
كيف أخفي من بات يسكنني
والقلب بِعشقِه يعترفُ ؟!
لعلكَ تأتي مع نسائم الخريف ؟
رحيلٌ رماديٌ يشبه غيوم الشتاء
ومسافات تنهكُ روحي ..
مدّي لي قلبكِ ، يقول يا من سكنتِ في عينيّ أرجو اللقاءَ وأشتهيه ، كما أنتِ .. أراكَ في كل شيءٍ
وكلُ شيءٍ يذكرني بكَ !
نعزفُ لحنَ الرحيلِ
على أوتار السكون
نشعلُ نارَ الِلهفة
وشوقنا المجنون ..
هي الحياة ..
حبٌ وفراقٌ وذكريات
فصولٌ وبدايات ونهايات ..
-3-
**انا هنا .. و هناك **
ابحث عن نفسي .. نسيتُ نفسي
لعلها ذهبتْ الى هناك ؟
أبحث عن ضحكةٍ غابت عني
تراها هاجرت مع طيور السماء الى لامكان ؟
انا هنا .. أنتظر على حافة الرصيف
أعزف على أوتار الشوق و الحنين
انا هناك .. أسكن روحكَ وأطوف في خفاياك
أجول الطرقات لأملأ وحشة الفراغ
هل تشتّت أحلامنا ؟
سنلتقي يوماً
على شاطىء الأرجوان
في مواعيد العشاق
حيث يُدفن البوح و يُولد الصمت
في رواية حبٍ
حيث تَعشق العيون و تَتوّرط القلوبُ
بين سيمفونية الأبجدية
حيث الحاء و الباء يثملان و يرقصان
وبين الحاء والباء عازفٌ وعازفةٌ
يرتلان أبجدية القلب ثم يرقصان على سلم الموج
حيث اللازورد ينسج قميص اللقاء ليتّسع اثنين ..
سنلتقي
ربما في قصيدةٍ ..
او في حلمٍ ..
سنلتقي ذات صباح او ذات مساء ..
-4-
لا تبحث عني ليلة عيد الحب ..
لن أكون هنا .. و لا في أي مكان ..
لا في احد المطاعم حيث يلتقي العشاق
يسهرون ويرقصون
يتبادلون الورود و الهدايا و القبل ..
ولا في احدى القاعات الرسمية
حيث الوجوه الغريبة الحزينة
تستمع الى الموسيقى الرومانسية
يعزفها موسيقّي وحيد
على كمان ٍ حزين او بيانو عتيق ..
لا تبحث عني على شاطىء بعيد
حيث يلتقي حبيبان
ويعترفان للبحر عن اسرارهما ..
ولا في الشوارع والزواريب الضيقة
حيث تموء القطط مواءً غريباً
يكاد يقطّع القلوب
ولا على الأرصفة
حيث المراهقون يسهرون حتى الفجر
يتمتمون كلام الحب لصديقاتهم
و كأنه كُتب لهذه الليلة فقط .. !
لا .. لا تبحث عني
حتى بين سطور قصيدة ٍ
كتبها سيد الغزل و شاعر الحب و ملك الهيام .. !
ابحث عني على ساحل زندكَ
حيث وشمَ أرجوان شفتّي قبلةَ النسيم ..
وفي غصة ِ غياب ٍ
ولوعة لهفة ٍ
ودمعة شوق ٍ ..
هناك .. ستجدني !
-5-
الكاتبة والاعلامية كلود صوما
تمّردٌ ..
سأشعل سيجارة أحلامي
أدخّن تبغ اشتياقكَ
يعلو دخان غيابكَ
أتنّشقه .. بصعوبة ٍ
وأختنق ..
لن أبالي ..
تغيب أسبوعاً .. شهراً .. دهراً..
سيمّلُ الانتظارُ حتى يصبح كهلاً ..
” احذروا التدخين …
فهو يؤدي الى أمراضٍ خطيرةٍ و مميتة !! “
ما همّني !
طالما تلتهبُ في سيجارتي نارُ غروركَ
وأتلذّذُ انا باستنشاقها !
لن اكترث لكبريائكَ ..
أعلم أنك تفتقدني
من قال أن الصمتَ لا ينطق ؟
في صمتكَ الذي يقتلني
صوتٌ يناديني ، يسأل عني ..
تخاف الاقتراب مني ..
سأنفضُ أرضاً رمادَ برودتكَ
تابعْ سكوتكَ .. عِش مع الغياب ..
متمرّدةٌ انا
أضرمُ النار بأقدامي
وأرقصُ على وقع جنوني
سأحزنُ مساءات اخرى .. ربما
أما انتْ ..
فستعلو
تتلاشى
ثم تختفي
كدخان سيجارتي ..!