أناي الجزء التّاسِع
سيقرأُني يوماً …
تنامين بجوار تلك الوسادة كل ليلة . تشيرين إليها وكأنك تخاطِبينَها . تُخبرينها بأن لا تخَف من الظّل لأنّه ببساطةٍ يعني أنّ هناك ضوءٌ في مكانٍ ما….
تُدندِنينَ بأغنيات تفوحُ منها رائحة الصَّنوبر ويُسمع معها خرير الماء في بُقعَةٍ سِحرِيَّةٍ ما …
تمزجين الواقعَ بالخيال في تسلسُلٍ زَمنِيٍّ يمتَدُّ لعشَراتِ السِّنين…
تروين حكايةً بطَلُها خَفِيّ، لا يَهُم … هكذا أفضل ، فالحب ابتلاء ولا فرق فيه بين الجاني والضحية في قصصكِ …
ولكن أخبريني من الجاني؟ ومن الضحية ؟ وهل يستَحِقّ بطلك وحبيبته هذا المصير ؟ هل هي لعنةٌ حلَّت عليهِما ؟ أم أن رغَباتُه هي التي تغَيَّرَت ؟
قالت: قبل أن أُجيبكِ ، سأختارُ لي قريةً جبليّةً نائية لم تصل إليها الطُّرق السّريعة ولا التِّكنولوجيا لأنني تعبت من صخَبِ قلبي ، وأوردتي لم تعد تحتمل مرور الشّوائب فيها …
وتتركينني وحيدةً ؟ أنا ؟ أناكِ ؟ …
هَوِّني عليك وأخبريني ما بكِ .
أرجوكِ دعيني أموت ، أقتُليني ، فالمَوت بِيَدِكِ شرفٌ كبيرٌ لي . وأرجوكِ لا تلوميني أكثر فأنا أخاف لَومَكِ أكثر من أن ألقى حَتفي ، فأنا لا أقوى على الصُّمودِ أمام نظراتِكِ المُهيبة …
أحقاً ما تقولين ؟
نعم ولجوئي إليك هو لأنني أعلم مدى حرصك عليّ ولأنني على يقينٍ من أنني سأُدفَنُ و سأحظى بجنازةٍ مُشَرِّفة …
للحظات ، لم أقو على الإجابة لأنني أعلم أنها ضحية مجتمع لا يرى أبعد من أنفِهِ ونواياه السيِّئة ، نوايا ترتعِد لها الشّمس حين تُشرِق …
قلت لها : إهدأي ، ستهِبُّ الريحُ يوماً وستحملُ الغبار الذي يغشى أعينهم وسيرَون حجم ظلمهم وإجحافهم . أمّا لَيلكِ الطّويل ، سينجلي وسيُصيبُهُم الخِزيِ والعار بِما جنَت جوارحُهم …
بكَت أكثر وبِحَسرةٍ شديدة متمتِمَةً : فقط أُريدُه أن يقرأَني ، وغارَت بي …
نص يقترب من الحوار المسرحي الوجداني , المشّوق , قلم بديع ينبوعه التأجج الداخلي للكاتبة التي تطلق عباراتها كشلال متدفق على سهول من الرياحين .
أشكرك الصديق العزيز الأستاذ يوسف رقه للقراءة الجميلة وللتّعليق الرّائع …
القلم البديع حسب تعبيرك يُحفِّزُهُ قارئٌ شغوفٌ بالحرف وبالكَلِم …
ألف ألف شكرٍ لك ولموقع mizanalzaman.com للمتابعة والنّشر الرّاقي …