هالة نهرا وقعت
” الفرح عنوان الأبد ”
شعر ونثر في ” ة _ تاء مربوطة ”
..كتاب الشعر والنثر الذي وقعته هالة نهرا يوم أمس في مقهى ( ة – تاء مربوطة ) في شارع الحمراء في بيروت , أثار عندي تساؤلات حول الشعر الحديث المحرر من الروابط ال 16 للأوزان , وهل من ضرورة لتحميله ما يسمى ب ” الإيقاع الموسيقى ” للأبيات ؟
قرأت ل هالة نهرا باقة من قصائدها بين الشعر والنثر في باكورتها الشعرية ولاحظت ذلك الخليط بين أنماط متعددة من تلك ” الحداثة ” حيث وجدت بعض القصائد ترتفع عاليا في موسيقاها الداخلية والإيقاعية , كما في قصيدة ” سمكري الزمان ” :
هنا الآن يغدو هناك بعد أكثر
بعدا كالتماهي وحيدا
كأول الأشياء صار آخرها
في النهاية بداية أخرى
تعنون ما ينبغي أن يكون / نكونه ؟ نكون ; نكون !
هلموا نكون !
طبعا , لا تكتفي القصيدة بذلك الإيقاع الغنائي ( كما أسمته ) بل تحمل الكلمات تحريضا ودعوة للتمسك بأن ” نكون” وما تحمله هذه الرمزية من وجودية ..
وفي قصيدة أخرى , حملت عنوان ” حلم ” نجد الكاتبة ذهبت الى الإيقاع الشعري غير الموسيقي , حيث تقول :
كلما مررت انسكب قمر في كأسي
كلما مررت صحا الكون فيٌ واشتعلت براكين
ماذا أقول قبل عينيك
أنا أهذي بهما
أنا هما
دلني عليّ كل يوم
دلني عليّ
وناولني الأرض
حبيبي .
… ونلاحظ.في هذه القصيدة إستخدامها لعبارة ” دلني عليّ ” , حيث تخاطب الشاعرة نفسها في أكثر من مكان , والأنا في قصائدها هي الأرض والعشب الأخضر وربما ” الذات ” الكونية التي لا تفصح عنها , حيث تقول :
أنا التي لا وجه لها
كل الأقمار وجه لي
إلاك ظِلي يطويني ..
كذلك تستخدم الشاعرة ضمير المخاطب كثيرا , كما في قصيدة ” جزيرة في اليونان ” التي تقول في مطلعها :
في سكوتك شيء من الخبث , وشيء من الكبرياء ,
وشيء من أطوار البراءة …
لا أعرف سوى أني _ ولأني أتحير في القراءة _
أحب فك طلامسك
وأحب أن أقرأك كما يحلو لي ويحلَوْلني ..
الكتاب صدر عن دار الفارابي في بيروت من 70 صفحة و32 مقطوعة بين شعر ونثر , ومن عنوانه ” الفرح عنوان الأبد ” تكتشف التوجهات الفكرية للكاتبة التي تختم الديوان بصلاة العصفورة وتقول :
– أيها العالم (…) هبني الإتحاد مع روح الأرض ودوام النعيم الذي تعدّه لي …
ديوان ” الفرح عنوان الأبد ” تقرأه مرة , تشعر أنك تحتاج إلى قراءته من جديد .
( يوسف رقة- بيروت )