أتُرَاكَ يا صديقي , تهوى العروشَ العلِيّة؟
أم تهوى التّحليقَ, فوق أجنحةٍ خياليّة؟
أجنحةِ فراشةٍ
ترفرفُ فوق
أسلاكٍ شوكيّة؟
غجريّةٌ أنا يا صديقي
وقبيلتي لا تؤمنُ
بحبٍّ ضحيّة
أصابتْهُ سهامُ
عينيّ
الموتُ يا صديقي ليس نهايةَ الأشياء
بل بداية لها
فليس في العشقِ عراةٌ
إلّا من زيفِ الحُريّة
هيّا انهضْ من تحتِ التُّرابِ
لا تدفُنْ نفسَكَ حيّا..
فترابُ العشقِ ما كان يومًا دمويّا..
إنهضْ يا صديقي
إنهضْ
فلا أنتَ أليعازر
وما أنا بمريم المجدليّة
..أنا لستُ سوى امرأةٍ
دمعُ الليلِ كحَّلَ عينيَّ
أنتظرُ فارسَ أحلامي
فوقَ مِصطَبَةٍ جبليّة
والشوقُ ممنوعٌ علَيَّ..
فلو دَرَتْ قبيلتي
أنّي أهواكَ
لَسَفَكَتْ دمي
قبلَ العشيّة..
فَيَا رجلُ يهوى الفروسيّة
إغمد سيفَكَ وارحَلْ
لا تَصُلْ
ولا تَجُلْ
فسراجي مشتعلٌ
ونارُهُ رومِيّة
..في سُمرتِكَ
حُبُّكَ يختبئُ
أمّا حُبّي
فتفضحُهُ خصائلُ شَعرِي
ُالذّهبيّة
إغمِد سيفَكَ وارحلْ
وطني فُطِم عنِ العنفِ
ويأبى العودَةَ إلى الهَمَجِيَّة
..اللهُ يا صديقي
لا يُؤمنُ بحبٍّ روحُهُ جاهليَّة
بل روحٌ عُذريّة
ونزاهةُ قلبٍ بتوليّة..
هيّا لَمْلِمْ غَرَائِزَكَ
وارحلْ
فوطني أسمى
مِنْ أنْ يُغتصَبَ
وَدِمَاهُ خُمورٌ
قُدسيّة..
حاشا أنْ تراقَ
فوقَ مذابحَ أنانيّة.
( بقلم : عايدة قزحيّا )