مقطع من قصيدة
للشاعر مردوك الشامي
…..
أبنــي من الــورقِ الموجـوعِ مملكــةً
الكــلُّ فيها ، ووحـدي السّكتُ والنائي
وأرفعُ السّــــقفَ أضلاعـي أنـا وتـــدٌ
كي يفرحَ البعضُ في محـوي وإلغائـي
مذْ جئـتُ ، أزرعُ قلبي بوحَ ســـــنبلـةٍ
وشــهقة القحـطِ هــــزّتْ كـلّ ارجائي
أنا الخفّـيُّ وظلّـــي صــارَ يســـبقنـــي
وكــلّ نهـــرٍ ســـرى كان اقتنـى مائي
أكـونُ حيناً أنــا ، أحيــانَ تشــــــبهني
كــلُّ الوجــوه وما أحصيـــتُ أصـدائي
أبـو الكثيريــنَ ، لكنّــي بـلا نســــــبٍ
وكـم يقـــومُ لقتلــي كـــلُّ أبنـــــائـي
أمشـــي علـى تربــةٍ ، جمرٌ يفخّخهــا
والأقـربـونَ أراهــمْ نســـلَ حربـــــاءِ
ما همّنـي الفقـرُ أثراهـمْ أنا وجعـــــأ
فـوقَ العصافيــرِ توقيعــي و إمضائي
قلبـي لساني ، ولا أخفي شذىً عطراً
ولا القباحاتِ يُخفـي حـرفيَ الـــرائي
يا ليت يا شعرُ لم تقربْ مدى حلمي
ولا ســـعيتَ لتكــريسـي وإغــرائي
لو كنتُ حطّابَ كان الفـأسُ يشكرني
إذا أنحيــتُ على شكوى لخضــراءِ
لو كنت خبّــاز ، كان القمحُ يعرفنـي
ويضحك الخبـــزُ تــوّاقـــاً لإرضائي
لو كنـتُ .. لكننــي للحــبرِ مرتهــــنٌ
بيــتٌ من الشعر قد يكفـي لإيــــوائـي
الشاعر مردوك الشامي