اخترنا لكم قصيدة من حديقة
الشاعرة الأردنية مها العاتوم
-×-×-×-×-
لو تطلين على جبل لا يطل علي
ولو تسكنين بساتين
أوسع من صدرك الحلو:
خوخاً ولوزاً وتيناً
وفي كل بيت مضاء بزيتونة
تتقطر زيتاً لعينيك:
(عيناك زيتيتان
ووجهك قمح تربى على العز )
لو أن فيك فواكه استوائية
جوز هند ومانجا
ولو أن لاسمك غير مسيل الينابيع
حين تفور على كل جنب
وتحنو على العشب مثلك
لو أنت غيري وغيركْ
لكنت نجوتُ من الحب
علمك الحب شيئاً صغيراً
ولكنْ تعلم منك الكثير
تعلم عن نفسه الحب منك
تعلم منك عطوراً ضرورية للنساء
يجمّلن فيها النحور
لتلمع في الليل
(والليل طاولة العاشقات البعيدات
رزمة أوراقهن
وغيمة أحداقهن
يفتشن عن سبب للبكاء)
رميتِ سهام “كيوبيد”
منذ البداية
علّمتِ سنبلة أن تميل على أختها
أن يكون “سراج الحصاد” دليل
المساكين والعاشقين إليكِ
أسلتِ الندى
فوق
حبة تين
لتبدو “مجغّصة” للطيور وللناس
والغرباء
لئلا يجوع المريدون فيك
ولا يسمنون
منذ ثلاثين عاماً
أسمّي تفاصيل وجهك/ وجهي
ولا أتذكر أني
حفظتك عن ظهر قلب
سوى في المرايا
ولو تعلمين:
(يدي حرة
ولها أن تمزق كل القصائد
بعد كتابتها
أن تطيع
وألا تطيع الحروفْ)
ولو تعلمين
تحررت منها
لأكتب عنك
وسميت هذي القصيدة
باسمك:
“سُوْفْ”