الاعلامية والكاتبة كلود صوما تستضيف الشاعر مردوك الشامي في ميزان الزمان وفي حديقتها ” ورد الكلام ” ..وهنا المقابلة :
-×-×-×-×-
كتبت كلود صوما :
أنا لم أغبْ ..
بل كنتُ دومًا حاضرةً ، متابِعةً ، متحمسةً بلهفةٍ وحبٍ لكلِ نشاطٍ اجتماعي وثقافي او لقصيدةٍ نُشرت أو لمقال ٍ أو مناسبة ٍ تُوّثق وتُحفظ في أرشيف ” ميزان الزمان ” الموقع الالكتروني الراقي والممّيز .
أنا لم أبتعدْ عن ” ورد الكلام ” ، المساحة الجميلة التي خصّصها لي الزميل رئيس التحرير يوسف رقه بكل محبةٍ وثقةٍ في الموقع ، إلاّ لأخذ ” إستراحة المقاتل ” مع صيفٍ أردته ممتعًا ، أبتاع منه قدرًا من الراحة يضفي ظلاله عليّ ..
وَعُدنا في موسمٍ جديدٍ ..
ل “ورد الكلام ” ، نقطف ما شئنا من زهور المحبة والموّدة والجمال مع ضيوفٍ كرام ، نستقبلهم بحفاوة ..
مردوك الشامي ، أسم يلمعُ في الأوساط الثقافية ، وقد رافق العديدَ من الكُتّاب المبدعين اللبنانيين والعرب . كانت بيننا دردشة عامة وشاءت الظروف أن أُعلن عن المهرجان الشعري للقصيدة المحكية اللبنانية بعدها ، فأضفت السؤال الأخير للاستفسار والتوضيح ..
قراءةٌ ممتعةٌ ..

هنا الحوار :
أنا ألفُ مخلوقٍ غريبٍ في جســــدْ..أنا كل هذا الكون حيناً .. ثم حيناً .. لا أحــــدْ.
مردوك الشامي الانسان والشاعر والاعلامي والناقد ومؤسس منتدى ” حبر أبيض ” ..
عرّفنا عن نفسك كما لم تفعل من قبل !
بداية، كل الشكر لك صديقتي كلود، ولموقع ميزان الزمان ممثلا بالرائع يوسف رقة، مسرحيا وإعلاميا وإنساناً، أما بالنسبة للسؤال، وما أصعبه، خاصة حين يتطلب مني التعريف بنفسي، وأقول بكل صدق أنا لا أعرفني حقاً، وكل مسعايّ منذ البدايات وحتى آخر العمر أن أبقى الثابت في زمن المتحولات، وأن لا أنكسر أمام الطوفان، وأكون أنا بلا أنانيات الشخصنة، وأكون الجميع دون الاتكاء على التلوّن..
أنا ياصديقتي، مجرد شاعر ، أو ربما رجل أكثر من عادي انهزم كثيراً أمام الحياة بكل تقلباتها، رجل بلا وطن، بلا بيت، بلا عائلة دافئة، قرّر أن يقيم في محبرة، وأن يمشي طوال عمره على الورق.

ما الذي تغّير بكَ منذ البدايات حتى اليوم ؟ ..
صرت أكثر تصالحاً مع الخيبات، أكثر تسامحاً مع الذين يخطئون، وأكثر جرأةً على قول الحقّ في أزمنة البهتان العام.
تطورت لغتي أكثر، أصبحت أتعامل بمرونة مطلقة مع الحروف وأتقن تشكيلها كما أشاء، اللغة طحين هذا الكون، فلماذا لا نجعل منها أرغفة لكل الجائعين إلى الجمال والمعرفة.

انت تعمل في جمهورية الشعر .. ما هو الشعر ؟
ومن هو الشاعر الشاعر ؟
كثيرون حاولوا تعريف الشعر، وكلهم أصابوا وفشلوا، الشعر برأيي هو أعلى قمة في الابداع الكوني، ولا يختص بالبشر، ولا الكتابة، ولا قواميس الدهشة، هو الضوء في القنديل، والعطر في الوردة، والشهقة في الماء، وهو المستوى الأعلى للخلقِ بين يدي الخالق الأبهى .. وهو السلوك الجمالي الصادق بلا مواربات أو تلفيق او ادّعاء..
والشاعر هو الإنسان، لا شاعر حقاً إذا لم يكن إنساناً أولا، وحين أقول الإنسان فأنا لا أقصد البشريين، كلنا مخلوقات بشرية، الإنسان الحقيقي نادرٌ وفريد.

ما رأيك ب الشعر المحكي وهل هو أسرع بالدخول الى الفؤاد وتحريك الوجدان ؟
الشعر الحقيقي هو الأسرع بدخول الأفئدة والعقول، ماهمّ شكله أو طرائقه، والشعر المحكي خاصة في لبنان، شعر متقدمٌ وعالٍ ، وله رواده المجيدون الرائعون، أنا شخصيا أراه اليوم في أعالي لوائح التأثير الوجداني، جمالياتٍ وافكاراً وبوحاً قادرا على الوصول إلى الأعماق. وارى من خلاله شعراء كبارً قادرون على صناعة التطوير في الابداع، ورفع منسوب النبض في المجرّات.
بالمناسبة ، أخبرنا عن مهرجان الشعر المحكي بتفاصيله
كيف تبلورت الفكرة بإقامته وكيف تمّ التحضير والتنظيم له ؟
الفكرة نشأت باتحاد الرؤية لثلاث منتديات لبنانية عريقة في أدائها واستمراريتها أقصد شواطىء الأدب وشاعر الكورة الخضراء وحبر أبيض، قبل سنوات أقام المنتدى الأدبي في كفر شيما بإدارة الشاعر الجميل مارون الماحولي مهرجاناً للشعر المحكي، كان ناجحا وحقق الكثير من النور، لكنه كان لعدد محدود ولأمسية واحدة، نحن أردنا توسيع الانتشار ، ورغبنا بأن يكون شعراء الشمال في الجنوب وشعراء الجنوب في بيروت والشمال، تواصلنا مع عدد كبير من الشعراء، وكمرحلة أولى كنا محكومين بعدد لايتجاوز ال15 شاعرا وشاعرة، وبالتعاون مع شعراء محكية من الكبار واتحاد الكتاب اللبنانيين ، اتفقنا على اسماء محددة للمهرجان الأول، البعض اعتذر لارتباطات مسبقة او انشغالات ، ونلنا بكل تقدير الموافقة على رعاية المهرجان من قبل وزارة الثقافة اللبنانية واتحاد الكتاب اللبنانيين ، وتم التأكيد على 15 شاعرا يتوزعون على ثلاث امسيات في بشامون والعباسية جنوبا وطرابلس الشمال.



هل واجهتم صعوبات؟
اي صعوبة تسبق هدفا ساميا تكون سهلة وممتعة، الرائعان عصمت حسان وميراي شحاده قاما ويقومان بجهود كبيرة، ومعنا فريق يعمل بكل جهد لكي يتحقق نجاح المهرجان، تم التنسيق من أجل حجز أماكن الأمسيات، وسيتم تأمين باصات لنقل الراغبين في الحضور إلى الجنوب أو الشمال ..
نحن راعينا الوضع العام، وكيف أن الكثيرين باتوا مرغمين على التغيب عن الأمسيات والمهرجانات بسبب غلاء الوقود والمسافات، نحاول تسهيل الأمر ، وأن يحضر المهرجان العدد الأكبر من عشاق الشعر.

قرأت بعض الإعتراضات على المهرجان.. ما السبب برأيك؟
نحن نحترم أي رأي سواء كان إيجابيا أو سلبيا طالما الهدف من أي اعتراض الغيرة على الشعر، ربما البعض أساء بنا الظن، ومن الطبيعي أن لا يتفق الجميع على أمر واحد، ومن الطبيعي أكثر أن نتناقش ونتحاور، وأن نخطىء وأن نسعى لتطوير عملنا والاستفادة من الأخطاء.. في هذا المهرجان، كان هدفنا واضحاً، وقمنا بعمل جماعي، ولم نستثن أحدا من الدعوات، وبالطبع نتمنى على الجميع الحضور، لكي يروا أننا قدمنا لهذا المهرجان نخبة من الشعراء الكبار، وأننا سنكون على مواعيد قادمة مع نخب أكثر ، الساحة تتسع الجميع، ونحن لسنا أوصياء على الشعر بكل أطيافه، ولم نعمد إلى التقييم أو الاختيار العشوائي، الأكيد أننا استعنا بشعراء كبار في المحكية تعاونوا معنا في التأسيس للدورة الأولى للمهرجان، ولم يكن بإمكاننا التواصل مع كل منتديات لبنان، مع أننا نسعى لذلك، دائما الأعمل الكبيرة تأتي من مبادرات فردية ، ولم نكن فرديين في عملنا كنا جماعيين بامتياز .والأكيد أن تجربتنا الأولى في المهرجان، ستحقق النجاح، وقد تواجه العثرات، ونحن مستعدون لتقبل الرأي الآخر والنصح ، ونفتح قلوبنا وابوابنا في المنتديات الثلاث لكل من يرغب بالتعاون والمشاركة في هذا المهرجان أو في أي عمل ثقافي نقوم به.
نحن نعطي من وقتنا وجهدنا وعرقنا وبكل صدق، لكي نحقق رسالة الابداع، وإن لم يكن باستطاعة البعض أن يقول لنا شكرا على ما تبذلون، فعلى الأقل هذا البعض ليس عليه أن يحاول التأثير سلبياً على أدائنا.

