د. قاسم قاسم في” مشوار اليوم ” مع قطف الزيتون
-×-×-×-
تبلغ منحدر الوادي ، تحاول اصطياد وجودك في متعة مقبلة اليك ، من مواويل الفلاحين المنتشرين حول المدى، في حقول الزيتون ،ينشطون على وقع المواسم والغلة ، اسود اخضر ، حبات تتساقط على البساط ،تتسابق في الوصول كحبات المطر، تتكوم والايدي تتسارع على وتيرة تعزفها الصبايا ، كأنها حكاية تتكرر عاما بعد عام ، يجلوها طقس الخريف.
تصل الى الوادي تملأ صدرك هواء منعشا يتسلل الى المسام، فتنتشي وتهبّ للمساعدة، تختار غصنا تروح تتامله. ،تلمسه باصابعك ، تتحسس حباته الطرية الطازجة، ثم تنشغل اليدان في فرط حبات الزيتون التي تستجيب للمداعبة.
قبيل الظهيرة بقليل يعلو الصراخ ، فتقفز الى البغل تنهره ،تصل الى بيت الجدة حالما تشاهدك قادما تضع بين يديك الزوادة ، وتعود الى الحقل لتجالس الفلاحين في دردشة حول الموسم والدور في المعصرة ، وايهما افضل ، قطاف الزيتون بعد الشتوة الاولى ام الثانية .بعضهم يفضل الثانية ، اذ تبدو الحبات اشد لمعانا،
وعندما يحل المساء ، تنسحب العائلة مع الغلة تفشلها في الدار.
طقس الزيتون يطوّل الايام فيما تستريح بعد عناء ، تتمدد وكوب الشاب يغسل التعب ، دردشة قبل ان ينسل الرجال للصلاة ، وتتهيأ النسوة لمد سفرة العشاء .
نهار فتح ذراعيه على اشراقة اطلت من بين الغيمات لتوشح الصباح بلون الفضة.
سرد جميل وممتع !!!