من ” أحزان نافذة “
للشاعرة سليمى السرايري / تونس
ا……….&………ا
أنا المسافات التي لم تلتقِ
لا متكأ لتعبي
لا مبكى لهذا الأنين
شيء ما يصعد
شيء ما يغرق
نواقيس تقرع عتمتي
لأسحب معي ما لوّنته فرشاتي
ثم أنشغل برسم طريقي الجديدة
هناك، أمشّط خصلات الرحيل
أسأل الريح عن حكمة الغربان
عن دعاء الشجيرات اليتيمة في آخر الجفاف
عن الطائرات الورقية التي أطلقها الأطفال في الفضاء
والصبايا اليافعات اللواتي انتحرن عشقا
وتركن أجسادهن ترتّلُ قصائد الفراشات…
كيف أيّتها الريح سيلبسني الموت
ويخفي في روحي لونا وحرفا وحريقاً؟
إنّي أشمّ دمي ورداً
وأرى الفصول تعبرني في ذهول
هل كنتُ يقظة لما يقعُ
أكنتُ أبكي أم أضحكُ؟
وأتعرّى للموت كفقمة ملساء
أودعتْ أسرارها لصدفة على الشاطئ الحجري؟
أيّتها الريحُ
تعالي نحتفي بأسرار الموت
نرتشف نخب الراحلين
هذا مقعدي الخشبي الحزين
يطرح أسئلة على العصافير المتقافزة
وشقوق أرضيّة ظلت تصلّي للعابرين
وأنا المرسومة بشهوة الجنون
بقطرات الوجع الذي أنجبه جسدي
أنا الغارقة في ماء سكبني ظمأً
وطهّرني موتا جميلاً
الآن،
اخترت الصمت الأنيق
لأمتدّ وحيدة في المجهول
عارية من الزيفِ….
خالية من الخوفِ
سليمى السرايري
————————أحزان نافذة