” السّفَر الأخير “
قصة قصيرة للكاتبة جمانة السبلاني
-×-×-×-×-×-×-
يُخَيّلُ إلَيّ أنّني أسمعُ صوتاً بعيداً بُعدَ الأزَل حين أتمدّد على فِراشي فأقول: ” أنا خجولةٌ لأنك تنظر إليّ وأنا أموت . كُن لطيفاً ودعني أنعم بتلك السّكرات. يمكنك أن تُمسِكَ قِلادتي، لكنّني لا أملك واحدة .. دعني إذاً أُطلِقُ آخر نفسٍ لي بهدوء …
افتح النّوافذ ، أزِحِ السّتائر ، دع تيار ريحٍ يعصف في البيت يحمل آثار عاصفةٍ آفلةٍ تصفق الأبواب كصفحات كتابٍ يُتصَفَّحُ بسرعةٍ هائلة تهُزُّ زهور الأُقحُوانِ على ملاءة سريري ، تداعب روحي، تريح عجزي. دع رائحة الأرض والدّفء تذهبان رويداً رويدا …
هنا .. حيث أستلقي ، لا أحد يرى.. حيث أقف ، لا أحد ينظر وحيث أمشي تطير الكلمات بعيداً ، عديمة اللّون كالهواء.. أبحثُ بين أشباحٍ مُهَندَمَةٍ عن وجهٍ أعرفُه، ولا أجرؤ على مخاطبتها، فأنا مُستجِدّةٌ في هذا المكان ..
أزحفُ نحو الملجأ الذي جئتُ منه للتّوّ فأراهُ مختلفاً كما كلّ منعطفات شوارع ذاك المكان . أجدُني وحيدةً .. أُجهِدُ نفسي كي أرى وأسمع كلماتي دون جدوى .. تتبعثرُ حُروفي أمامي كحَبّاتِ سُبَّحَةٍ بَلِيَ خيطُها …
أميلُ إلَيَّ .. لا أجد ملابسي التي كانت بالأمس لي ، تليقُ بي . أصطدم بروحي ، أقع مغشِيّةً لساعات .. لأيام .. لا يفتقدُني أحد، ولا يُبَلَّغُ عن غيابي ..
يتمدّدُ اللّيلُ بقربي ، يُحيطُني بأسنانِهِ الجليديّة ، يجعل ربيعي شاحباً .. ينسدِلُ الظّلام ، فلا أسمع سِوى صفّارة قطارٍ يمضي بِرَتابةٍ وملل . ألحقُ به ، أسافر وراء حلمي، فأنا بِحاجةٍ للسّفر ، ولكن .. أين عائلتي ؟
حروفك طير وفضاء وملاءة من طيب المشاعر الدافقة بالعبرات .
جميل جدا ما قرأت
وكل التحيات استاذة جومانة
عاشت الحروف النقية
محبات سيدتي القديرة
رائع جدّا، يسعد أوقاتك ست جمانة.
صباح الورد
عميقة الوجدان، واسعة الخيال ترسمين الفناء بروح تعرفه من دون وجل.
رائعة
رائعة ماما ♥️
حياتنا هبة وحقل تجارب لقدرات العقل ولترويض النفس التي تتلاعب بها ايادي الشياطين احيانا وملائكة الرحمة حينا آخر.
والقلم ترجمان اللسان الذي ينقل أحداث الباطن ومتاهات الخيال فيفرغ شحنات زاد حجمها ولم نعد نستوعبها او نتحملها إنما الفرق بقدرة هذا القلم بالتعبير عن احاسيسنا بسلاسة وأسلوب جميل ومشوق يشعر القارئ بأنه صاحب التجربة.
ابهرني اسلوبك صديقتي وشدني اليه ما دفعني ان اعيد قراءة قصتك اكثر من مرة واغوص في أعماقها واعماق ذاتك البعيدة الاغوار.
أشد على يدك واحيي قلمك وسأشتاق إلى المزيد من عطائك الجميل..
مع تحياتي ومحبتي..
وتبقى هالات مشردة تسقي فُتات الروح… 🌹
اسعدني هذا الإحساس بالكلمات .. ورقة النظم والرسم رغم ما فيها من هم وحزن .. جميل أن يدون الكاتب إحاسيسه ويربطها بالواقع فهو سلاحه القلم والكلمة .. أنها نافورة يستل منها القيم والتعبير الصادق .. لكن للأدب في عصرنا موازين تقسمه وتجعل منه فئات ينتسب إليها .. واعتقد أن ما كتبته كاتبتنا المبدعة جومانة سيبلاني يقع في خانة الخاطرة وليس القصة القصيرة .. لأن لكل ادب موازين كما يصنفها ادباؤنا الكبار .. فهي اقرب إلى الخاطرة من القصة فهي تحمل صفات الخاطرة وبعيدة عن القصة القصيرة .. وفي الحالتين هو ابداع وايما ابداع .. كانت تنقش الحرف بأصابع ذهبية وأدوات كاتبة متمرسة .. لك مني كل الشكر والتقدير وأجمل التحايا الأستاذة الرائعة جومانة سيبلاني
أين عائتي ؟ سؤال يقلق يؤجج الأحاسيس والعواطف ، ويشعرنا بالعزلة والوحدة إذا كانت بعيدة عنا ، أو قريبة لا تشعر باحتياجاتنا بل بوجودنا أحيانا .. نص مؤلم حتى العظام في تعريتنا بحثا عن بصيص ضوء وبارقة أمل على فراش متجمّد يحاول تنفس الهواء العليل حتى يرتعش حياة .. وفي الحكاية صوت بعيد هو سرّها ، وسرّ السفر ..
صياغة جميلة مسبوكة بالاحاسيس تشدنا في كل كلمة وتتجلى العواطف بجاذبية الحرف
ابدعت بحق