يتشر موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي نبذة عن الشاعر الراحل محمد علي شمس الدين:
هو شاعر لبناني من مواليد بلدة بيت ياحون على الحدود الجنوبية للبنان حيث انتقل ايام احتلال بلدته ليعيش بين بيروت و بلدة عربصاليم في أقليم التفاح / مع زوجته ( ابنة عمه ) السيدة خديجة شمس الدين وأولاده : ابنه : علي محمد علي , وبناته : سمر وسوزان ورباب وآسيا .
د. محمد علي شمس الدين حائز على اجازة في الحقوق واجازة في التاريخ ودكتوراه دولة في التاريخ / درس تاريخ الفن في الجامعة اللبنانية لفترة محدودة وكان صديقه المقرب أحد كبار أساتذة الفن التشكيلي في لبنان الفنان حسن جوني .
كان موظفا في مركز الضمان الاجتماعي و مديرا للتفتيش والمراقبة فيه .
الأعمال الشعرية :
صدرت له بين العامين 1975.و 2020 الاعمال الشعرية التالية :
قصائد مهربة الى حبيبتي اسيا 1975 / غيم لأحلام الملك المخلوع/ اناديك يا ملكي وحبيبي / الشوكة البنفسجية / طيور الى الشمس المرة /اما آن للرقص ان ينتهي / اميرال الطيور / يحرث في الابار /منازل النرد / ممالك عالية / شيرازيات / الغيوم التي في الضواحي / اليأس من الوردة ..
صدرت الاعمال الشعرية لغاية 1994عن دار سعاد الصباح / القاهرة 1994. صدرت الاعمال الشعرية لغاية 2009 بمجلدين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر العام 2009. صدرت قصائد مختارة بعنوان ” حدائق اسيا” الدار العربية للعلوم ( ناشرون) بالاشتراك مع دار الاختلاف الجزائر العام2010.
نجوم في المجرة / مختارات شعرية / دار افاق عربية القاهرة 2011 ينام على الشجر الاخضر الطير / مجلة دبي الثقافية / شباط 2012. النازلون على الريح دار الآداب 2013. سطوح غادرت ساكنيها / بيت الشعر / الشارقة ( جائزة الشارقة للشعر العربي) 2015 ثلاثة اعمال مختارة : الشوكة البنفسجية / اميرال الطيور / منازل النرد عن الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة 2016. كرسي على الزبد / دار الآداب 2019.
الاعمال النثرية :
رياح حجرية 1981 / كتاب الطواف 1987/ حلقات العزلة 1993/ غرباء في مكانهم 2009 / اخر ما تركته البراري ( سيرة صغيرة) دار النهضة العربية 2020. الاصلاح الهادئ دار اوراق شرقية1985.
كتب للأطفال :
غنوا. غنوا قصائد للصغار بجزئين عن مركز التدريب الاجتماعي ومنظمة الامم المتحدة للأطفال ( اليونيسيف) 1983 12قصة ملونة للصغار عن دار الحدائق بطبعات متعددة
عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين / عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق / عضو شرف في رابطة الكتاب الاردنيين
قرأ اشعاره في جميع العواصم العربية وبعض العواصم الاجنبية مثل باريس ولندن وكافالا باليونان وطهران
ترجم معظم شعره الى الاسبانية وقدمت فيه باللغة الاسبانية اطروحة دكتوراه بجزئين من900 صفحة من قبل الدكتور حسين علي امين في جامعة الاوتونوما ( المستقلة) بمدريد اجيزت بامتياز العام 1991.
دراسات عن شعره :
صدرت عن تجربته الشعرية الكتب التالية : لغة محمد علي شمس الدين الشعرية / الدكتور علي مهدي زيتون ( رئيس قسم الادب العربي في الجامعة اللبنانية ) .
حركة الريف الثقافية1996 شعرية الانزياح دراسة في تجربة محمد علي شمس الدين الشعرية / اميمة رواشدة / امانة عمان الكبرى / 2004.
محمد علي شمس الدين اميرال الطيور للدكتور محمد حمود استاذ الشعر الحديث في الجامعة اللبنانية / دار الفكر اللبناني2008.
كتاب نفي الغياب / قراءة في قصيدة للشاعر محمد علي شمس الدين / عمر شبلي / دار العودة 2015.
قصائد انبتتها الصخور / في سيرة محمد علي شمس الدين / تاليف مصطفى جوني 2019.
تحية الى محمد علي شمس الدين / دراسات وشهادات عن اتحاد الكتاب اللبنانيين 2016.
صدرت في تجربته الشعرية الملفات التالية لدارسين ونقاد متخصصين : مجلة الشعراء/ رام الله /صيف2004 بعنوان محمد علي شمس الدين المنشد الجنوبي دراسات وشهادات.
ملف من280 صفحة مجلة العربي / الكويت / بعنوان محمد علي شمس الدين شاعر متفرد / عددشباط2008ملف من50صفحة
مجلة الحداثة بيروت. عدد2/2009
ادب ونقد / القاهرة ملف بعنوان محمد علي شمس الدين / قصائد مهربة الى الغيوم /25صفحة عددسبتمبر2010.
يمتاز شعره بالحداثة المنطلقة من العراقة العربية وهو شعر رموز واقنعةواسئلة فلسفية ووجودية حول الحب والموت والتاريخ والعناصر والله والزمن حيث تظهر تضاريس ارض محلية هي الجنوب اللبناني وارض عربية وكونية ..
ويتسم شعره على العموم ببناء هندسي وصوري وايقاع لغوي يميل به من الواقع الى الاسطورة وهو شاعر لا مدرسي يكتب ما يسميها القصيدة المركبة بايقاعات واوزان وتوازنات متنوعة.
مما قيل في تجربته الشعرية :
في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب ( المستشرق الدكتور بيدرو مونتابث / المنارة 76/77 مدريد).
يمتلك محمد علي شمس الدين قوة الكلمات ( الدكتورة كارمن رويث برافو رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة المستقلة مدريد) يهل من يديك نور الشعر نعمة الفقراء والانبياء واولياء الله / عبد الوهاب البياتي رسالة خاصة بتاريخ 9/5/1983 مدريد)
قصيدة محمد علي شمس الدين مؤلمة شائكة نازفة ممزوجة بالمرارة والتوهج لحد الاشتعال ( الروائي المصري محمد مستجاب / اخبار الادب عدد23مارس1997 القاهرة)
قصائد شمس الدين راودتني عن نفسي انا اجد فيه الاجراءات السحرية وقوة الكلام المتدافع بما يشبه الضربات الصاعقة ( المفكر الفلسفي اللبناني علي حرب / النهار/ عدد17/6/1992).
محمد علي شمس الدين امير الماء وامير النار اراه وحيدا في برية الرب ( الدكتور خليل احمد خليل / مجلة دراسات عربية عدد 18/2/1992) شاعر كان يسفك دم. شيطانه على قارعة الطريق ( عبد القادر الجنابي / القدس العربي / لندن ).
النازلون على شعر محمد علي شمس الدين ضيوف محسودون ( انسي الحاج / جريدة الاخبار / عدد 2تشرين الثاني2013)
الأوسمة والجوائز :
نال اوسمة وجوائز عديدة منها : جائزة مؤسسة العويس الثقافية عن الشعر لدورة 2010/2011. تم اختياره الشخصية العربية المكرمة لجائزة الشارقة للشعر العربي في دورتها الخامسة 2015.
كما حاز قبيل رحيله بفترة وجيزة على درع منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده خلال احتفال اقيم في قصر الأونيسكو برعاية معالي وزير الثقافة القاضي د. محمد وسام المرتضى .
من قصائد الشاعر د. محمد علي شمس الدين :
قصيدة ولي الريح / من ديوان ” اميرال الطيور”
هذا انت وليّ الريح ولي الثوب المتخافق والاسمال
هذا انت رايتك محفوفا بالغزلان ودمعك يجري كالياقوت على صدرك
ورأيت على مئذنتين بهاك فهمت على وجهي وعراني الحال
اني رتبت ملائكة الرحمن ورائي ومشيت
هذا انت على قرن القمر العالي متكئا وتحف بك الافلاك
مضناك انا وضناك
تلميذك في صف العشق ومولاك
اني زوّجتك من بنتي
ونحرت لأجلك اغنامي
فارحل يا مولاي ولا ترحل : جسدي ويدي مأواك
رجفت اسلاك البرق الشامي وهرول نبع خلف خطاك
هذا انت وجبريل يؤذن في الملكوت ويجلس بين يديك فتصطف ملائكة الرحمن وراءك صفا صفا
وتدور دماؤك في الاقداح وتصعد حتى تلمس وجه القبة
هذا انت ولي الدم وقربان اللغة الصعبة
….. واخيرا ترحل عني
فيديو قصيدة ” كي تنام زينب” كما ألقاها في ندوة المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون في حوار أجراه معه رئيس المركز د. علي عجمي ( اضغط على الرابط في الصورة ادناه )
نص قصيدة أغنية ” كي تنام زينب ” للشاعر د. محمد علي شمس الدين :
زنيب
الدمعة وجة الأرض
والأرض دخان
لو نشرت دالية البيت ضفائرها
لعرفنا سر الأغصان
لو صاح الديك على هذة الكرة الأرضية
لعرفنا سر الصوت
لو أن الفجر تأخر ثانية عن موعده
لنجونا
لكن الموت.
زينب:
هذا الدورى على الشرفة
هذه الطين
وهذا الماء
وهذا اللعب.الخبز.القهر.الغابات.
شجر الحور دخان
والنهر دخان ورذاذ المطرالناعم
فوق الجرح دخان
فلتفتح يا آذار شبابيك التيه
لطفل يبحث عن لعبتة
فى قبر أبيه
زينب
جر س المدرسة ـ الخوف
الأزهار ـ الخوف
الكتب ـ الخوف
القلم المكسورالممحاه.. لماذا؟
من ألبسك الثوب الأسود؟
من قص ضفيرتك الشقراء
وقص الشفة المرجانة؟
قومى نلعب
قبل رحيل الأشجار .
قصيدتان من ديوان ” يحرث في الابار”:
سأموت وحيدا في هذا العالم
فوق بساط من طيش الافلاك
وكمثل غريق في بحر لا ساحل فيه او مركب
أسأل نفسي : اكتب ام لا اكتب
ما دام كتاب الله الأول محفوظا في اللوح المنزل
من يقدر ان يكتب حرفا او يمحو
لكأن الدهر سجل
لم تولد فيه الكلمات
————-
صدر بحر لقبك
ساعاتك المائية تدق في قاع المحيط
وعيناك يدان للغريق
البحر منتشر على زجاج وجهك الجميل
السفن الغريقة ميدالياتك الخفية الاسفلية
أجمل الغرقى ماتوا في طريقهم اليك
ومن اجلك البحر مال
////
قصيدة ” التيه” / من ديوان ” شيرازيات”…… للشاعر د. محمد علي شمس الدين
يمشي على الموت تيّاهاً كأن به
من الالوهة سرا ليس يخفيه
يمشي الهوينا وقتلاه تمجده
كأنما كل ما يرديه يحييه
يعلو على الغيم احيانا وأبصره
يدنو ليصبح أدنى من معانيه
اعطيته كل ما اوتيت من نعم
وما ندمت فألقاني على التيه
/////
قصيدة مريم من ديوان ” النازلون على الريح” للشاعر محمد علي شمس الدين
كلما جرحت هذي البرتقالة
تتبسم
ربما علمها الحب واعطاها جماله
ربها او طفل مريم
كلما اوغلت في البحر نأى الشاطئ عني
ولكي استرجع الشاطئ في البحر أغني
كلما امتدت الى النجم يميني
كان برق خاطف اسرع مني
كلما ادركت ما كانت تقول الشجرة
خذلتني سوسة نائمة في الثمرة
هكذا نبدأ من حيث انتهينا
لا لنا شيء ولا شيء علينا
قصيدة ولادات “ميم”…. وفتوحاته !
للشاعر د. محمد علي شمس الدين
سأرتب ما بين ولاداتي وفتوحاتي
بجروح أغرسها بين الأثلامِ
كفلّاح يغرز محراثا في الأرض العطشى وينامْ
فالحد الفاصل بين”مضى” و”أتى”
كالحدّ الفاصل بين الآلام
وأعناق الموتى كالأغنام تنام وتصحو كي يجري دمها في المرعى تقتات به أفواه الرعيان وأفواه كلاب الرعيان وما سال من الشريان الى البحر لتشربه الأسماك وتلعق منه الحيتانُ أرى شفقا يطفو فوق الموج وفوق مغيب الشمس أرى شفقا
ما بينهما يزرع” ميمُ” خناجرهُ
ويثبّتها في الأرض
يخطّ بيوتا وقلاعا وموانئ ما تلبث أن تمحوها الريح
وتذروها الأيامْ.
فيفرك من شدة حسرته بيديه وينظر نحو سماء الله وينظر نحو خرائبه ويقول: لعل القبر هنا أحجار صدئتْ…. هل يعطي قبرٌ ثمرا؟
ويعود ويبدأ هذا الدوران الخاسر من أوله
فالمُلْكُ عقيمْ
والحكمة كل الحكمة أن تمحو
أن ترحل
لا أن تبقى وتقيمْ
أنبيكم شيئا من “سيرة ميم” وصورته في التكوينْ:
هو الأول والثاني
ووريث سلالات الأوّابين طويلا من مِلّة “شمس الدين” المنسيين
وما ذكرتهم كتب التدوين ولا فتحوا بالقوّة بابا أوسردابا
لكنْ فتحوا بالكلمات سبيلا نحو الله فأمهلهم بعد” الطوفان” قليلا كي يبتدئوا هذا العالم من أوله
ويقول لك الأعمى : أسمع في الليل طبولا وصراخا…. هل جنّ العالم من حولي؟
هل تسمع شيئا مما أسمع؟
ويقول الأكمهُ : أبصرت سلاسل يرقص فيها العميان
ويسألني جاري : من أنت؟ وكم في الأرض لبثت؟ يقول رآني أرعى في أرض “سمرقند” الأغنام وأن “الخيّام” يشاطرني ولعي بالخمر وبعض جنوني بالأنثى
وبأن” امرأة أخرى تنجبني”
ويقول بأنّ”الملك الضِلّيل” كساني في أرض” الروم” عباءته
ودعاني وهو ينام على حجر
أن أكمل هذا الدرب الى آخره
” وأنا أتقلب بين الخمر وبين الأمر”
جاري عرّاف لا يعرف شيئا عما يرويه
وكيف
ويحسب أن النجم يكلّمهُ
أدري أن صوابك أمسى علفا للأغنام
وعقلك تأكل منه الخرفان ولكنْ…. لا بأس سأروي شيئا من سيرة أسلافي
أذكر
جاءوا من طرف “الحيرة”
وأنتشروا في الأرض جنوبا
حتى وصلوا مطلع شمس لا تغرب عنهم إبدأ
كنت صبيا أتبعهم في الحلّ وفي الترحال
ناداني صوت في الليل وقال:اكتبْ فكتبت وكانت تعبث في رأسي صبوات الشعر وأحلام الممسوسينْ
كفي يسرح فيها النمل طويلا
ويداي كنهرين ولا يلتقيان
أسرح في أرض واسعة لا بيت هناك ولا مأوى
ما أجمل أن يسرح هذا النمل ولا تسحقه أقدام المشّائينْ
فوق الرمل
ولا يجرفه جيش “لسليمان”…… ومالي “وسليمان” ؟ أنا أسّستُ فتوحي في الكلمات
أقمت صروحي وفتوحي في الكلمات
وما تركته “الميم” على كفّي من وشم القدرة
مابين الخنصر والابهام
أنا ملكّ
وجنودي أكثر من أن تحصى
فاذا “أضواني الليل” بسطت يد الرؤيا
وأمرتُ جنودي فأطاعوا
جاءوا بكِ بيضاء
وجالسة
فوق جَمالِكِ
فوق العرش
وأقرب من كفي للحرف الضائع بين الأفلاك.
-×-×-×-×-