بَيني وبَيني …
بَيني و بَيني ، جُذورٌ امتدَّت ربّما منذ بدء التّكوين الإلهي للكون ولكل العوالِم . قانون الفيزياء والطّبيعة ، أم الكيمياء والكائنات الحيَّة ؟
بَيني وبَيني وِحدانِيّةٌ تعمل بحسب قوانينها هي …
بَبني و بَيني اختباراتٌ عِدَّة لم تنتَهِ بعد ولا أعلم متى ستنتهي وإن كان سَيُكتَبُ لها النّجاح …
بَيني و بَيني مُشكِلة تواصُلٍ أو خطاٌ في التّرجمة …
بَيني و بَيني أراني نجمة بحرٍ تائهة لا أمرحُ على الشّاطيء ولا تُغريني زُرقَةَ المِياه . أراني بحاجةٍ دائمةٍ لِيَدٍ تحمِلُني وتُلقيني في الماء من جديد …
من قبيل الصِّدفة ، التَقَيتُني مرّةً في مكانٍ لم أقرأهُ من قبل وكأنّني وقعتُ اعتِباطاً هناك دون سببٍ وجيه …
كنتُ في زاوية شارعٍ مُعتِمٍ أقعُدُ على رصيف أسود مبلّل من زخّاة مطرٍ عَبَرت . وضوءٌ خافِتٌ يُومِضُ من بعيد . لَملَمتُني ومَشَيتُ نحو الضّوء …
كان البرد شديداً ولا أسمع سِوى مُواء قِطَطٍ أغوَت غرائزها الطّبيعة في تلك الليلة الباردة …
سِرتُ بِخُطىً حَذِرَةً خوفاً مِمّا قد يظهرُ فجأةً . في العادةِ أنا لا أخاف العتمةَ فهِيَ صديقتي ومؤنِسَتي منذ زمن ، لكنني أخشى المفاجآت . أخافُ المرَضَ الذي اختبرتُهُ وأُوذيتُ كثيراً منه …
قلت في نفسي ، الآن هو الوقتُ الأنسب كي أُواجِهَ خَوفي .
لن أُغلِقَ علَيَّ الباب و لن أحبس نفسي داخلي بل سأنطلق وأبحث وأصِل إلى ذاك النّور حتى لو كان وصولي إليه مغامرة مجهولة النتائج ، لكنّها تستحقُّ المُحاولة فأنا سأخرج منها أكثر عِلماً و دِرايَةً ولن أبقَ في ذَيلِ السِّباق …
أكملتُ سَيري واقتربت أكثر . كان عامودَ إنارةٍ قديمٍ يحمل عل كَتِفَيهِ المُتعَبَينِ مصباحاً يُومِضُ ضوؤُهُ شعاع أملٍ مُرسِلاً بعضَ حياةٍ إلى ذلك الشّارعِ الحزين …
جلستُ بقُربِه ، تَبادَلنا بعضَ الأحاديث و عُدتُ إلى نَفسي حيثُ ترَكتُني . وجدتُني أنتظِرُ ضوءاً آخر علَّه يُريحُني أكثر …
( الكاتبة جمانة السبلاني )