قصيدة من حديقة الشاعرة زينب عقيل
-×-×-×-
بالأمسِ كنتُ سحابًا غصَّ بالمطرِ
وكان قلبيَ شبّاكًا لمنتظِرِ
ولم أكن أسلبُ الأيّامَ ضحكتَها
سلّمتُ كأسيَ للطوفانِ والقدرِ
كنتُ اختلاجات زهرٍ في تفتّحِهِ
يبكي، كما علّموهُ الخوفَ في الصّغرِ
وكنتُ في الظّلِّ أُخفي خيطَ أشرعتي
حتّى عزفْتُ عن التّرحالِ والسّفرِ
مرّتْ بيَ الشّمسُ والأعوامُ تلفحُني
فأيقظتني على صوتٍ لمحتضرِ
يا طفلةَ الأمسِ ما أدهى مكائدها
هذي الحياة تدسُّ الغيمَ بالوترِ
إن لم يكن قلبك الملآن أغنيةً
ما نفعُه، حرّريهِ الآنَ وانهمري
كوني يمامًا، فهذا الأفقُ ينزفُهُ
جنحانِ ذابا بماءِ الدّمعِ والخطرِ
وحلّقي واجمعي الأفلاكَ أضحيةً
كي يضحكَ الجرحُ، لفّي الجرحَ بالقمرِ