” منصة السبت” في موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي :
الاعلامية دلال قنديل ياغي تكتب :
هل انا جاهزة للكلام عن هذا المكان ؟.
-×-×-×-×-×-
.. هل أنا جاهزة للحديث عن هذا المكان ؟ لا أعتقد قبل أن يمضيّ عمر من الغضب والنسيان.
أمس إنتُشلت شتلتي العزيزة ، أهدتني إياها زميلتي قبل ان تسافر ، رغبت أن تبقى جذراً يشدني بين حين وآخر لتلك الارض.
إنقضى عمر من الكفاح، هناك عملت ٣١ عاماً، بلا فواصل للساعات.
لم تخلُ مسيرتي المهنية، من الهَنّات، لكن ما يفرحني أنها كانت تراكمية.لم اترك الصورة تأسرني.
كيف يريدني المشاهد؟ كنت الصورة التي اريده أن يراها فيّ وقد تقبلني كما أنا.
كنت أنا على دوام الزمن، متفلتة من قالب المذيعة المحصور بجماد الجمال ، وتكثيف المساحيق.أقفز من مكتب التحرير ورئاسته، الى العمل الميداني بين برهة واخرى.
بين هذه الجدران ،
قرأت كتباً كثيرة ، كنت أحتمي بها من وسخ السياسيين
وفسادهم ،
وألاعيبهم المكشوفة.
تصلني صورة مكتبي الذي ارسلت مفاتيحه ، أسمعُ الريح تصفر في داخلي . الفراغ المقبل يجتاحني . لكني فرحة بنجاتي.
كمثل كل سبت كنت اترقب ملحقات الثقافة في الصحف واعطيها حيزاً في قراءة عناوينها. حتى تضاءلت بعد السفير والنهار بقي منها واحد ملحق “كلمات” في الأخبار ، ومقال “نافذة من باريس” للشاعرعيسى مخلوف في نداء الوطن.
سأنتزع يوماً نفسي من الاسى وأكتب باستفاضة عن مرارة ما آلت اليه التجربة.
لم اجرؤ على مغادرة مكتبي، خلسة غادرته . تدريجاً تحت ضغط الازمة إنسحبت تدريجاً.
لأتلافى لحظة الإنسلاخ.
من قال إننا عندما لا نلتفت للحبيب لا نختزن الدمع في قلبنا ؟
ربما نريد بذلك ان تبقى الصورة الأخيرة ضاحكة…
ونحن ندرك أنها ليست كذلك.
لم يبق من المكان حتى أهله . بات فارغاً بلا روح.
منذ سنوات ،تلفزيون لبنان ككل عام ومشترك ، اضمحل وتلاشى في بلاد التعصب الاعمى.