أنت حزين؟
هل رأيتَ وجه امرأةٍ تجهض مولودًا انتظرَتْه بعد سنّ الأربعين، كي لا تكون شجرة حياة؟
هل رأيتَ طفلاً يسألونه عن جنسيّته فلا يعرف أصلاً معنى الوطن، ويحاسبونه لأنّه بلا أرض وبلا بيت، ووُلد في مخيّم؟
هل رأيتَ دموع نازحٍ عن بيته وأغراضه وعاداته ليقف مع الصقيع، حاضناً كوابيسه لينام في العراء، ويبتسم للموت كي لا ترى عينيه بلا وطن؟
أنت حزين؟
هل عشتَ مع والدٍ يخاف العوز وجوعَ أولاده الأربعة، لأنه برجلٍ واحدة سيطعمهم من العدم ويمنحهم الشمسَ لأنّه أصرّ على الحياة؟
هل رأيت والدةً بكامل فرحها تعاني مرضاً عضالاً، تنتطفىء كلّ يوم، وأنت لا تعرف أتبكي على الوضع أم تبتسم؟
قلْ لي بربِّك هل أنت حزين؟!
الكاتبة إلدا موسى مزرعاني
-×-×-×-×-