صدر حديثا عن دار نلسن في بيروت لصاحبه الكاتب سليمان بختي كتاب :
“فرح أنطون، قصص ونصوص غير منشورة”
وذلك في الذكرى المئوية الأولى لوفاته، من إعداد وتقديم أحمد أصفهاني. ورد في الكتاب عن الدار وفقاً للناشر على الغلاف أنه كُتب الكثير عن حياة فرح أنطون العاصفة والقصيرة، وكذلك عن نشاطاته الصحافية والأدبية والفكرية. وقد أسهبَ نُقّاد الأدبِ ومؤرّخو عصر النهضة، قديمهم ومعاصرهم، في تبيان أهمّيته الفكرية والأدبية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وَصَفَهُ مارون عبود بأنه “أبو النهضة الفكرية الحديثة في المشرق العربي”. في حين قال عنه سلامة موسى: “ولو تتبعنا مكانة فرح أنطون بين معاصريه وقارئي آثاره، فإننا سنجدهم يؤكّدون على عظيم ما قدّمه في النهضة العربية الحديثة، إلى حدِّ أنه اعتُبر الفاتح لدراسة النهضة الأوروبية الحديثة، وناشر الأفكار الديموقراطية الحرّة، ومن أوائل مَن عرّفوا بالمذاهب السياسية والاجتماعية الحديثة في المشرق العربي”.
ينطلق مشروع فرح أنطون النهضوي من ثنائية “الشرق” و”الغرب”. فهو على بيّنةٍ من التناقضِ الجليِّ بين نمطَيْ حياةٍ: الأوّل منهما غارقٌ في الانحطاطِ والجهلِ والتعصّب، في حين أنّ الثاني قطع أشواطاً بعيدةً في مجالاتِ الرقيّ والعِلم والتسامح. وتمثّلت لأنطون منذ بداية تفكيره صورةٌ قاتمة لأوضاعِنا الاجتماعية عبَّرَ عنها بكلماتٍ لا مجاملة فيها في أحد أعداد مجلّته “الجامعة” حيث يقدّم للقارئ: “ما عليه الشرق من سكونِ الموتِ وما هو فيه الغرب من حركةِ الحياة”. وطالما أنّ “الشرق” لا يريدُ الأخذَ بالعناصر الحيوية المناسبة التي كانت في أساسِ انطلاق “الغرب” في معارج النهضة، فإنّ أية محاولة لتغييرِ العقلية “الشرقية” ستظلُّ محكومةً بالفشل الذريع.
_
صدور “أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ” لشوقي أبي شقرا
كذلك صدر عن دار “نلسن” للكاتب والشاعر اللبناني الكبير شوقي أبي شقرا “أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ”. تصميم وإخراج الكتاب: كارينا ديزاين- السويد، الإشراف والإخراج الفني: “دار نلسن”- لبنان.
من قصائد الديوان “الدعوة”:
“مَنْ يمزّق حرفاً هُوَ العبد
ورداءُ السكونِ لا أحد
ووفاءُ الوادي ودواءُ الفرفحين
ونتدخّلُ وندخلُ إلى مكتبةِ السِّرِّ وأهرامِ المسابقةِ
ومريولُ المدرسةِ هو النذرُ
والفاصلةُ خادمةٌ ترانا
أكثر من العيونِ النهمةِ
ومن جوزةِ الهندِ
والهمومُ تمضغُ الشوكولا
وتمنحُنا الغلافَ والورقةَ
وتضعُ العلامةَ والثقيلةَ الحبائل
للتعرّف إلى ماكنةِ الخيطانِ
وإلى البطيئةِ المسرعةِ
تلك الخنفساء قادمة من هزيعِ الفرعونِ
ومن رائحةِ الغموضِ
ومعرفة الحدثِ على الحافة
على الطائر نحو غرفتي والدعوةِ إلى العشاءْ”.