الشاعر خضر حيدر في قصيدة :
قناعة
***
أخبرونا حين جئنا
أننا زوَّارُ هذي الأرضِ
قادمون من سلالات اليقين
فلوينا عنق أطماع الزمان
بالرضى الذي أجراه في دمنا الأوائل
ثم عادوا يسألون: من نكون
أنَّى جئنا
بل من أين يومىء الوحي إلينا؟
فشَرَعنا في مدى الأيام نمشي
خلفنا تمشي المرايا
وحكايا تنتهي من غير طائل…
أقنعونا بأنهم أصل الجهاتِ
في ثنايا الريح لم نجدهم
في مطارحنا القديمة والجديدة
لم نجدهم
وسألنا، ردَّ قائل:
هذه الدنيا فخُذها…أو فدَعها…لا تجادل”!
يا من تراهم قل لهم:
نحن اقتنعنا بأنَّنا شجرٌ
متى لاحت لنا شمسٌ
مِلنا قليلًا كيما يعتلي ظلٌّ وتلقانا السماء
واقتنعنا بأننا قمرٌ
إذا ارتمى بحضن العتمِ سهوًا
في أصابعنا يزهو الضياء
واقتنعنا بأننا قلبُ الترابِ
وخصبُه
وعشبُه
زدنا الحقولَ سنابلًا
حتى إذا آنَ الحصادُ راقصْنا المناجل
يا من تراهم قل لهم:
نحن اقتنعنا بأننا روحُ الحياة
وقمحُها
من يُقنعُ منجلًا ضلَّ السبيل
بأنَّنا لسنا سنابل؟