باقة من قصائد
الشاعرة هديل نوفل
-×-×-×-×-
-1-
من سأكون
حتى أنا أكون أنا يا أناي
سيكون لضجيج السيارات طعم أخر
وكنوع من مواكبة التطور
سألون أحاديثي العابرة
كقمصان السياح في الصحراء
من أجلك سأكون ريحاً
تسابق لمح البصر
سأكون انبهارك
شرودك
عندها كنشوة طفل
غافل أباه وشرب كأس النبيذ
ستكونين أنت
كفرحة أم بابنها المقعد يمشي أول مرة
كرجل عقيم أهلكه العمرُ وأذهله خبر نجاح علاجه
بعد مدة سيكون أباً
ستكونين فتاةً آلمها صدرها مرةً
وبعد الفحص وصور الأشعة
اكتشفت أن ما بها
ليس مرضاً خبيثاً
كان حباً زائداً عن حده
وستكونين فتاة أحبت شاباً مريضاً بها
هي نفسها الفتاة التي آلمها صدرها أنت
أنت وأنا كنا نحب الله
والمطر الخفيف
لذلك يسعدني في نهاية المطاف
ولو كانت ضارة.
-2-
حسرة
آه …
يا ابنة الضوء
لو كان لي بريق هالتك
لما شحب وجهي
وانطفأت أزرار قميصي الضوء في ظلام الكحل
لما غابت ضحكات الغابر من جسدي وسافرت لهفتي الربيع
آه ..لو كان لي جناحاك
لحلقت وراءك أيها الحلم
وهزمت مساءاتي التي تتكئ الوحدة فيها على أرائك اللهفة
ترشف من كأس الذاكرة
هنا تنساب دمعة
على خد طفلة كسرت لعبتها
ولم تعرف كيف تلملم أشلاءها
هنا كنت أجوب بزهوي تحت غمام الروح
أفتح أبواب أقفاصي للمواجع علها تطير
لما علقت على حبل غسيلي المالح خيبات أملي العارية
لتمتص عين الشمس ماءك
لو كان لي رشاقة روحك
لزرعت بذرة هرمة ويكون غدي شجرة
تحمل في كل ثمرة ضحكة عصفور.. لكانت الريح علمت نسائم وجهي
كيف أجاور شكلك
آه أيتها العتيدة يا من يغويك الهواء
لتغازلي ارتعاش هالة الشمس حتى يموت هيكلك المقدس
من بهجة اللهب
لو كنت من جنسك لعرفت لمن تلوحين
بجناحيك
في الرمق الأخير