لا أَحَدَ يَخْرجُ حيًّا…..
للكاتبة والشاعرة نسرين صايغ
-×-×-×-×
لا أَحَدَ يَخْرجُ حيًّا ! قال:
في زنزانة الوقت مترٌ واحدٌ أو اثنانِ كافِيَانِ لموتي المعجّل!!
وانشطر الذهول لهول تَكَهُّنِهِ……نصفان!
قالَتْ أمّا أنا فقد عتَّقتُ روحي بِدَن الحب
أسدل ليلي الموشّى خلف أدْيِرَةِ الوقارِ لأَهمِس قُمْ!
فُكَّ أجفان الجسدِ إنه النهار !
وأَجُنُّ
أوَسوِسُ
أهيمُ فأُسخِّر الوقت لي وأُطَوّعهُ!
فليس أَدْهى من شاعرة تسكب الضوء في كفيها فيَنْقلب الموت حياة.
قال : من أنتِ!؟
مَن تكونين!؟
ثمّة شيء لديكِ يُثير عرين مخيّلتي!
أَجِيبيني !
وغابَ في سكرة الذكرى الشريدة غاب!!..
لدهرٍ إلّا قليلًا!…
فتَبَسّمَتْ ك عفراء متشبِّثة بِسِرْبِها وشَرَعَتْ بجرأة الفصول والمطر في عينيها لؤلؤتين فُسْتُقِيَّتين كلٌّ على حِدَةٍ!
وتَمْتَمَتْ أوَلسْتَ تَذْكُرُني!
اقرأني بقوةٍ وأنظرْني مليًا….. ولا تتعجّل!
فقد يُعَشِّشُ الحَمَام أسرابا فوق سحابتَيّ
وقد تنقشع مراياك في محَيَّايْ عِشقا سَوِيًّا …..!
وقد يغنّي ناييَ الشتَوِي أغنية الوداع فنغرق بلحنه الباكي…..
فلا تتعجل….!
ورَقَصَتْ نارٌ فوق غمازتيها!!
رقصة البجع الأخيرة وهلك الضباب في تبغ السؤال وزفير الغواية….
من أنتِ! من أنتِ!
فتكسّر الصمت قشعريرةً وصاحَ !
أنا قارئة فنجانك المشعور ، عذراؤكَ منذ الرَّعيلِ الأولِ…..أتَذْكُر؟ كيف رمَّمْتُ شتاتك بوريدي يومئذٍ !
وزَرَعْت خافِقَيّ في انشطاراتك !
أَتَذْكُر….
يومَ تنبّأتُ لك بموتك المُحتَّم فوق نسيجٍ من ولَهٍ وحرير وأفْضَيتُ إليك صلواتي !
أولَمْ تَمُتْ بعد….!؟
أفَأنْت الشبح القرين..؟
وأنا أنا لا زِلتُ
منذ انْهَمَرْتُ من سمائِك السابعة
أنشودة مطر ، وفرَرْتُ كعصفورِ الشوكِ أحِيكُ أَشعارًا كالقيامة…. أتَذكُرُ !
يومها أسمَيْتني العذاب ولسْتُ إلّا نَفْسي….
رحماك ربي ! لا مقال لي بعدُ وزاد….. !
ابيضت حروفي وبرقت قوافيها عند مجاراتي لسحبكِ المخلّدة، ما الوشم الدُّرّيّ ما السِحر في البيان…
أسدلي خمارك الوردي ليتقطر الضياء على شموع الحنين …
وان متُّ بعدها فلا تلومينني…….
لا تلوميني….
لا تلوميني….
ولومي الذاكرة.
لومي الذاكرة…..