من أحرق أصابع الدمى؟
للكاتب والشاعرة د. دورين نصر
-×-×-×-×-
من أحرق أصابع الدمى
وأرخى حبال الّليل
وأشعل أبواب الرحيل؟
كلّهم باعوا حروف الّلغة
والثمن :بخيس
من أرهق جدران العتمة وراقص خلايا الورق على ضوء شمعة؟
فانهارت الحروف وشحّ الزيت في جوف القنديل…
كلّهم ناموا فوق وسائد مبطّنة بدموع الموتى،
وأحرقوا رسائل الوصال المبثوثة في زوايا الحدائق الملوّنة…
والعمر صار يركض وراء رغيف…
أفنيت عمري في كتابة القصائد
والمعاني كلّها صارت مطروحة بين زاويا الرّصيف…
تخثّر الحبر في أوردتي
ورحتُ أبحث عن قيامة للكلمة…
صادرتُ البحر وناجيتُ السّماء وجثوتُ أمام تلك الشعلة المضيئة خلف الحقيقة…
حلّقت روحي في ذاك الاتجاه كما يحلّق الطائر
نحو الجهة الدافئة من العالم…فخذلني الطريق…
تحطّم عهد التوبة:
صرنا نثمل من الألم حين هجرنا درب الأمل…
واحترقنا بنار الخريف…
ليتنا زرعنا في قلوب المساكين زهرة حرّة،
ليتنا سقينا العطاش
وخطنا ثوبًا جديد…
كيف احترقت أصابع الدمى وصرنا نعزف فوق الجراح تلك الأغاريد؟