قصيدة الشاعرة الدكتورة يسرى بيطار في حديقة الشعراء :
-×-×-×-×-
روت الشاعرة د. يسرى بيطار إلى موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت حكاية القصيدة التي ألقتها مؤخرا في المهرجان الشعري الخامس في حديقة الشعراء لصاحبها الشاعر عبد الله أبي عبد الله في بلدة جران , فقالت :
كنتُ صغيرة. كانت أمي تأخذني عند صديقتها “نادية” في القرية المجاورة. كانت “نادية” طيّبةً جدًّا. كنا نجلس في الحديقة. أمي ونادية تتحدثان طويلًا، وأنا أضجر، رغم ما كان في الحديقة: أرجوحة، وماء، ودرَج تعربش عليه الأزهار…
ثم كبرتُ قليلًا. اصيبت “نادية” بمرضٍ وماتت.
زوجُها الشاعر والمؤرّخ “عبد الله” أراد أن يحوّل الحديقة إلى “حديقة الشعراء”، فأقامَ فيها تماثيل لثلاثة: المتنبي، وجبران خليل، وسعيد عقل.
وفي التاسع والعشرين من تموز ( 2022 ) ، أقام “عبد الله” احتفالا في الحديقة ليقدّم كتابَه “خواطر القلق في الليالي الطويلة” إهداءً إلى الجمهور، ويزيح الستائر عن تماثيل الشعراء الثلاثة الذين أصبحوا ضيوف الحديقة الدائمين.
وإذ طَلَبَ مني أن ألقيَ قصيدةً في المناسبة وافقتُ فورًا ، ثم أخذتُ أؤجّلها وأؤجّلها ولا أدري لماذا أؤجّلها ، حتى كَتبتُ قصيدتي قبل ساعتين من الحفل.
هنا القصيدة :
♡ ♡ ♡
مَن يُرجِعُ اللغةَ الأولى إلى شفتي
والماءَ في الجرن قبل الغيث والسحبِ
وطفلةً ههنا ينتابُها ضجَرٌ
مِن الحديث وتهوى السرد في الكتبِ
تفاوِضُ الزهر كي ينمو بطلعتِها
فلا الرحيقُ أتى ، والزهر لم يُجِبِ
وثُمّ ترفلُ في الأدراج نادِيةٌ
فالليلُ يصفو، ويغفو مقعدُ الخشبِ
حديقةَ الشعر ، هذا الصيفُ أتعبَني
ردي إليّ اشتياقَ الدامعِ الرطِبِ
هو الوفاءُ بعبد الله متحدٌ
كما الحلاوةُ أقصى آيةِ العنبِ
خواطرُ القلق الليليّ تكتبُه
وكلُّنا قلَقٌ يهتز كالرُّطَبِ
هنا أبو الطيّب البيداءُ تعرفهُ
وأعرفُ الناتجَ الأشهى من السببِ
هناك جبران قال الماء سطّرَني ؟
إني أنا الناي لمّا بُحتُ في القصبِ
سعيدُ فاقبضْ على الدنيا مشعشعةً
واهتكْ عرى الليل حتى طلعةِ الشهُبِ
لبنانُ لا ينحني ، مثلي أنا كِبَرًا
ما غابَ مجدٌ ، ولا ضوءٌ بمُحتجِبِ
مهرجان جميل في حديقة الشعراء …
تألقت د. يسرى بيطار بقصيدة عملاقه تحاكي عظماء الشعر …
حديقة الشعراء تزهر دائمًا شعرًا فوّاحًا …🌹🌺❤️
حديقة الشعراء تزهر شعرًا فوّاحًا
حديقة