” التخلي “
للشاعرة والكاتبة دارين حوماني
-×-×-×-×-
لقد بدأت برؤية أشياء لم أرها من قبل
العلاقة بين الموت والولادة من جديد
بين الخوف والهدوء العميق
بين أن نمشي بمحاذاة النهر مع أحاسيس لم نستجب لها
وأن نكون أحرارا من أنفسنا والحياة وسط المياه
الطريقة الوحيدة للصفح عن الله والآخرين
التخلي
كما يتخلى الله عنا وقت الألم
هكذا نصبح رقما جاء بالخطأ إلى هذا الوجود
نزوة أب لم يعرف في حياته إلا الشقاء
وأم تستبدل بناتها بالفراغ
ماهية الوجود شجرة فارغة من الداخل
قابلة للكسر في أي وقت
لا رهان على المستقبل
العاطفة الجارفة التي تقنعنا بأهمية الحياة
هي العقبة الوحيدة أمام الموت
هل من شيء يستحق أن نفكر فيه ونشقى لأجله؟
أسحب فكرتي من النهر فأجدها تزداد خوفا
وهي تحدق بسنوات عمري التي تمر بلا حب
أسحب حبيبي أيضا من النهر
لكنه مائل إلى الخضرة
وهذا ما قد لا يمكن تمييزه بين الأعشاب الضارة
هل سأجد منزلي ذات يوم
على بعد كيلومترات من الوجود
قد تلحقني الحياة لتلحق بي الأذى مرة أخرى
وليسخر مني القدر مرة أخرى
التقدم باتجاه الحقيقة
الحقيقة الوحيدة الآن أن أخلع حذائي
وأمشي باتجاه مياه النهر
لقد بدأت برؤية أشياء لم أرها من قبل
يحدث أن تغرق في الاكتئاب فتتوقف عن التفكير السليم
تصبح مثل غيمة قابلة للاستعارة
تسند رأسها إلى زجاج نافذة وتنتظر
ثم تفرط في الحزن
وتتفق مع السماء أن تواصل أخطاءها
محظوظة هذه الغيمة الشاردة
أنه لا يزال ثمة ضوءين صغيرين في الشارع
إعادة ترتيب الرؤوس في الخزانة
الصور التي تقرع جرس الباب
العبور فوق الجثث
ونقطة واحدة تلزمنا للخلاص
دون ثغرات إضافية في الرأس..
من الذي جعل القصيدة تُكتب على هذا النحو
ربما المحادثات الذاتية
السنوات القادمة غير القابلة للإصلاح
الأديان وتعدد الآلهة
الأسئلة
والصامتون
الذين يقحمون أنفسهم بي
وأنا أريد أن أضع حدا
لكل هذا الانتظار..