رَهافةٌ
كما أنا كما أنتَ
لنختصِرِ الطريقَ ونحصِرِ الدائرة
لنقطِفِ الثمارَ من أفواهِ الينابيع
كانت لنا حياةٌ قبلَ أن نلتقي
وكُنَّا هذه الحياة
كانت لنا أصواتٌ تغمرُنا في النسيم
وكُنَّا هذا النسيم
كانت شعلتُنا تَقيْنا من برْدِ هذا العالم
ونحنُ هذه الشُّعلة
سماؤنا هنا، والأرضُ تعرفُنا من قبلِ مرورِنا…
قبلَ أن نرتشفَ ونصفوَ ونرنوَ
أن نحبَّ ونتذوَّقَ ونرجوَ
أن نولَدَ ونسعى ونهفوَ
أن نغرقَ ونرسوَ
أن نرى ونشهدَ
أن نرقصَ وننخَطفَ
سرقتُ النارَ من شُعلةِ الخَلْق
أوقدتُها بخيوطِ القلب
نفختُ فيها القوةَ والحبّ
أرسلتُها في عينِ النَّسر
إلى سمَواتِ العِشقِ ومنازلِ الحريَّة
برهافةِ الغيمِ وأنفاسِ الرؤى
تقطَّرَتْ تقطَّرَتْ تقطَّرَتْ.
هذه قصيدة تُنشَر لأول مرة من ديوان ” عابر الدهشة ” الصادر في 17كانون الثاني 2020 عن دار المتوسط للشاعرة ندى الحاج التي زودتنا بالقصيدة مشكورة .
كما أنت ، كما أنا …
قصيدة عابرة للدهشةِ فعلاً تحمل ما تحمله من جمالاتٍ تقطّرت وتقطّرت وتقطّرت بهاء …